عاش اهالي روض الفرج بشبرا ساعات من الرعب والخوف بعد
ان سيطرت مجموعة كبيرة من البلطجية والمسجلين خطر علي المنطقة بجوار قسم
الشرطة وتبادلوا اطلاق الرصاص مع رجال الامن لعدة ساعات حتي تحولت الاحداث
الي ساحة للقتال.
المواجهات مازالت مستمرة ما بين الشرطة ومحترفي البلطجة الذين ينتشرون في
المناطق الشعبية مدججين بالاسلحة النارية ويحاولون فرض سطوتهم علي
المواطنين وما بين اتهامات للشرطة بالتقصير وما بين دفاعات الامن بان
البلطجية تجرأوا علي الشرطة وسقط العديد من الضحايا سواء من رجال الأمن او
المواطنين البسطاء الذين لاذنب لهم سوي ان القدر أوجدهم في تلك الاماكن
الدامية.
الإحصائيات الاخيرة تؤكد ان هناك13 الف سيارة تمت سرقتها منذ بداية الثورة
حتي الان حتي تكالب جميع المواطنين علي حمل السلاح للدفاع عن انفسهم
فاصدرت وزارة الداخلية23 الف ترخيص لحمل السلاح منذ اندلاع احداث الثورة
حتي الان, لنجد انفسنا امام شعور عام بعدم الامان وانتشار جرائم البلطجة
حتي في القاهرة العاصمة ومواجهات دامية ما بين رجال الامن والبلطجية وما
بين محاولات البلطجية لاقتحام قسم شرطة المقطم لتهريب مسجل تم القبض عليه
وما بين المحاولة الاخيرة لاقتحام قسم شرطة روض الفرج وحرب شوارع استمرت
لاكثر من ثلاث ساعات بين رجال الامن والبلطجية وتجار المخدرات اصيب فيها
اربعة من المواطنين وسقط الخامس قتيلا واصيب ضابطان من رجال الامن بطلقات
نارية.
يروي سكان المنطقة احداث الرعب التي عاشوها في تلك الاحداث وقد طالب
المواطنون بضرورة الوجود الامني بعد ان عانوا الامرين من هؤلاء البلطجية
الذين استولوا علي قطعة ارض فضاء وحولوها الي وكر لتجارة المخدرات تحت ستار
انها جراج للسيارات.. شقيق الضحية محمد كمال الذي يعمل سباكا وكان في
طريقه الي عمله صبيحة يوم الاثنين وفوجئ بالاحداث واطلاق الرصاص بشكل كثيف
وعشوائي وحاول الفرار الا ان القدر كان في انتظاره حيث اصابته احدي الطلقات
فلفظ انفاسه علي اثرها بعد ان ظل يعاني بالمستشفي ثلاثة ايام, ويروي محمد
حسانين موظف مقيم بروض الفرج وهو احد شهود العيان علي الاحداث انه فوجئ في
اثناء عودته من عمله بأصوات طلقات نارية تنطلق في سماء المنطقة فظننت انها
تطلق ابتهاجا بعرس او مناسبة سعيدة الا انني شاهدت اهالي المنطقة يصرخون
ويهرولون مسرعين للاختباء داخل المساكن فعلمت في هذه اللحظة ان مجموعة من
البلطجية يحملون الاسلحة النارية ويستقلون درجات بخارية واخذوا يطلقون
الرصاص بشكل عشوائي.
اضاف حسام حمدي طالب جامعي انه شاهد رجال الشرطة يطاردون مجموعة من
الاشخاص واخذوا يتبادلون اطلاق الرصاص وسط صراخ النساء والاطفال خوفا من
هول الموقف وكأنني اشاهد فيلما سينمائيا.
واخذت سيدة تصرخ بشكل جنوني ورفضت ذكر اسمها وقالت وهي تحتضن طفليها انا
مش عارفة ايه اللي بيحصل في البلد هو احنا فين وكاننا عايشين في غابة
واشارت الي اننا نعيش حاليا في فوضي وغياب امني غير مسبوق واصبح البلطجية
والمسلحون هم الذين يسيطرون علي البلد وليست الشرطة.
ومن جانبه اكد اللواء محسن مراد مساعد اول وزير الداخلية لقطاع امن
القاهرة ان العنف اصبح سمة المجتمع المصري وقد افرزت الاحداث التي مرت بها
البلاد نوعية جديدة من المجرمين كانت لايمكن ان ترتكب جريمة قبل ذلك حيث
انتشرت ثقافة المولوتوف والاسلحة بعد احداث الهروب الجماعي للمساجين
والافراج عن1800 معتقل جنائي شديد الخطورة وهذه التركيبة كونت مواطنين لهم
عادات تختلف عن مجتمعنا المصري, واشار اللواء مراد الي ان هناك نوعا جديدا
من العنف يمكن ان يطلق عليه العنف الجماعي والذي يتمثل في المطالب الفئوية
والتي تبدأ سلمية ثم تتحول الي اعمال عنف وان البلطجة اصبحت بمثابة صداع في
رأس رجال الامن وتطورها من مشاجرات فردية الي اعمال بلطجة وكان الامن في
السابق يواجه بؤر اجرامية في اماكن محددة يمكن محاصرتها والسيطرة عليها الا
ان المجرمين اصبحوا منتشرين بشكل كبير والشرطة تبذل قصاري جهدها لاعادة
الامن مرة اخري ولكن لابد ان يتم ذلك من خلال تعاون الاهالي معنا فضلا عن
الدور الكبير الذي يؤديه الاعلام, حيث ان الامن في النهاية احساس لدي
المواطنين, مشيرا الي عدم تصدير الاحساس بالأمان للمواطنين من خلال تهويل
الاحداث.