مذهب سانتييانا فى الجمال وموضعه من فلسفته العامه بقلم الدكتور زكى نجيب محمود
كاتب الموضوع
رسالة
منتديات ضجه مؤسس المنتدى
اول حرف من اسمى : الساعه الآن : سجلت للمشاركه بقسم : المنتدى باكملهالنادى المفضل : نادي الأهلي المصري http://www.f1-arabic.comعلم الدوله : الجنسيه : جمهوريه مصر العربيه عدد المساهمات : 7442عدد النقاط : 25963السٌّمعَة : 244تاريخ التسجيل : 25/12/2010العمر : 39الموقع : www.daja2.yoo7.comالاوسمه الحاصل عليها :
موضوع: مذهب سانتييانا فى الجمال وموضعه من فلسفته العامه بقلم الدكتور زكى نجيب محمود الأحد نوفمبر 13, 2011 7:07 am
مذهب سانتيانا فى الجمال وموضعه من فلسته العامه بقلم الدكتور زكى نجيب محمود
كان جورج سانتيانا (1869-1953) شاعرا , واديبا ناثرا , وفيلسوفا , ولد فى اسبانيا ونشأ وتربى فى الولايات المتحده الامريكيه , وظفر بأستاذيه الفلسفه من جامعه هارفارد , وهو فى الفلسفه المعاصره امام لاحد مذاهبها , وهو المذهب الذى يطلقون عليه اسم ( الفلسفه الطبيعيه) ومدار هذا المذهب ان الطبيعه تفسر نفسها بنفسها فهى الحقيقه كلها ليس وراءها شىء وليس فوقها شىء فكل شىء فى جوف الطبيعه ذاتها فان كان الانسان جسما من ناحيه وعقلا من ناحيه اخرى فكلتا الناحيتين من مقومات الطبيعه على حد سواء وبهذه النظره نتخلص من التفكير الثنائى الذى كان يشطر الكون شطرين جسما وعقلا قسم ماشئت بما شئت من اسماء لكنك لا تجاوز بأسمائك ومسمياتك مجال خبرتك والخبره مهما اتسع مجالها هى جزء من الطبيعه لا تجاوز حدودها فخبرتك بكل ما فيها قد نضحتها من اناء الطبيعه وليس بك حاجه الى البحث عما وراءها لتفس به مايجرى فيها على ان الطبيعه لم تتبد بكل مافيها من ممكنات ذلك ان ما قد تحول من تلك الممكنات الى عالم الواقع الفعلى جزء يسير بالياس الى ما لا نهايه له من الحقائق الموجوده بلامكان لا بالفعل فليس هنالك ما يحتم ان تكون الكائنات الموجوده فعلا هى وحدها وان يكون تكوينها على النحو الذى تكونت به هوه الطريقه التى لا طريقه سواها لظهور تلك الكائنات بل كان يمكن ان تكون الاشياء على غير ما هيه عليه الان بان تتبدى من العالم الفعلى مجموعه اخرى من الحقائق الممكنه بدل هذه المجموعه التى خرجت بالفعل فهذا العالم الذى تبصره العيون وتحسه الايدى ليس هو العالم الوحيد الذى يمكن تصوره بل فى مستطاعنا ان نتصور كائنات اخرى تجىء على ترتيب اخر وتطرد حوادثها على نحو اخر لكن على اى اساس برز الى الوجود الفعلى هذا العالم الراهن من مجموعه العوالم الممكنه التى لا نهايه لعددها؟ ليس هذا بالسؤال الحديث الجديد بل هو سؤال القاه على نفسه ليبتز فى القرن السابع عشر واجابعنه بقوله ان الله قد اختار هذا العالم الفعلى من بين الممكنات لانه افضل عالم ممكن اى انه على حد قوله لم يكن فى الامكان ابدع مما كان ولذلك وقع اختيار الله على هذا الذى كان اى ان مبدا خلقى من قبل الخالق الذى خلق واختار ثم هو سؤال القاه كذلك الفيلسوف الحديث وايتهيد واجاب عنه بقوله ان مبدا اختيار ما هو فعلى من بين سائر الممكنات هو مبدا عقلى اى ان هذا العالم الواقع هو اقرب عالم الى منطق الفكر. واما سانتيانا فيجيب عن السؤال نفسه بجواب اخر اذا جعل مبدا اختيار العالم الفعلى الواقع من بين العوالم الكثيره الممكنه لا هو بالمبدا الخلقى كما ظن ليبنتز ولا هو بالمبدا العقلى كما ذهب وايتهد بل هو مبدا طبيعى صرف فالطبيعه ماده تسير الى غير غايه فلا هى تستهدف تحقيق مبدا خلقى ولا هى تنحو نحو هدف يقره منطق العقل وبيقتضيه وهذه الطبيعه الماديه هى نفسها الاساس الذى عنه صدرت الحياه وصدر الوعى بل عنه صدر العقل نفسه الذى يدرك تلك الافكار الممكنه التحقيق ثم يدرك ماذا قد تحول منها الى العالم الفعلى وماذا ظل فى عالم الامكان ولم يتحقق بالفعل . وما الكائنات الحيه الا مثل من امثله التكوينات الماديه التى تحدث فى الطبيعه فكانما الخصائص العضويه كائنه فى الطبيعه ذاتها مستعده للظهور فماذا يميز الكائن الحى من خصائص لا تكون فى الماده الجامده يميزه انه قادر على تكرار نمطه بالتناسل وكذلك يميز الكائن الحى انه يستطيع ان يصلح بنفسه ما فسد من كيانه ولا كذلك الماده الجامده فلا هى تقتات على غيرها ليدوم بقاؤها ولا هى تكرر نمطها باتناسل ولا هى قادره على ان تصلح بنفسها ماقد يفسد من نظام تكوينها وتركيبها وهاته القدرات فى الكائن الحى هى ما نطلق عليه اسم النفس فالنفس هى مجموعه وظائف الاعضاء والحوافز والدوافع التى تجتمع فى الكائن العضوى والتى بفضلها ينشط ذلك الكائن ويمارس ما يمارسه من صلات مختلفات بمحيطه الطبيعى الذى يتحرك فيه غير ان الاحياء على اختلاف ضروبها ةان اتفقت فى النفس اى فى قدراتها على الاحتفاظ بحياتها وعلى تكرار نمطها وعلى اصلاح نفسها بنفسه الا ان منها ما يتميز على بقيتها بالوعى الذى يدرك به انه كائن حى ذو خصائص معينه والوان من النشاط معلومه فالشجره مثلا تتغذى كما يتغذى الانسان وتكرر نمطها كما يكرر الانسان نمطه وتصلح عطبها كما يصلح الانسان عطبه الا انها لاتكون واعيه او مدركه كما يكون الانسان واعى ومدرك لما هيه قائمه به من وظائف هذا الوعى فى الانسان هو مايسميه سانتيانا بالروح او بالعقل واذن فليس الروح او العقل شيئا قائما بذاته بل هو ظاهره من ظاهرات الجسم الحى نفسه يتصف بها حين يتصل بمحيطه وبظروفه على نمط سلوكى معين..
يتبع
مذهب سانتييانا فى الجمال وموضعه من فلسفته العامه بقلم الدكتور زكى نجيب محمود