أحمد عدوية صوت مصر الشعبي, صوت قريب من الناس لأنه نابع من قلوبهم,ومزروع في وجدانهم
ومرسوم علي شفاههم,وانت تسمعه لا يشعرك بمرارة الأيام أو الخوف من بكره,فهو
صوت قوي ملئ بالشجن,لم تعرف أغنياته الموت أو الاندثار,والدليل أنها
مازالت موجودة حتي الآن,لانها دخلت وجدانهم وأصبحت ملكهم وليست ملكه.
مفتاح عدوية الوضوح, إنه لا يحب اللف والدوران, صراحته أبرز سماته لأنها
في الواقع صراحة قد تصل لدرجة الصدمة,لكنه لا يفتعلها, فهو يقول ما يحسه
ويعبر عما في صدره, ولا يفكر لحظة في انتقاء كلماته,والشئ الصعب هو إقناعه
بالكلام عن نفسه فهو يكره الأحاديث الصحفية, ويرفض بشدة أن تحاصره
التساؤلات, لكننا حاصرناه فاستسلم وتكلم, وإليكم نص الحوار.
في البداية يهمنا معرفة أين أحمد عدوية الآن من الساحة الغنائية ؟
موجود ومن أيام قليلة قدمت ديو المولد مع ابني المطرب الجميل محمد عدوية
حقق نجاحا كبيرا, ومن قبله كان ديو الناس الرايقة الذي نجح بقوة, وخلال
الفترة المقبلة أستعد لتقديم آغنية عن انتخابات1102 كما آستعد لطرح ألبوم
غنائي بعنوان أزيك يا حب,وانتهيت بالفعل من تسجيل ثلاث أغنيات هي بلا هوي
بلا عشق, كلمني شكرا,أزيك يا حب,وتعاونت في هذه الأغنيات مع الشاعر بهاء
الدين محمد, وألحان حسين محمود وتوزيع مجدي دواد, وسيكون الألبوم من انتاج
شركتنا عدويات,ثم نعطيه لشركة كبري لتوزيعه.
هل النجاح الكبير الذي حققه ديو الناس الرايقة الذي قدمته مع المطرب
اللبناني رامي عياش كان وراء تقديمك لديو المولد مع ابنك محمد عدوية؟
أبدا والله, فسبق وقدمت مع محمد ديو منذ أكثر من عشر سنوات بعنوان علمني
أغني, كما قام صديقنا الإعلامي الكبير إمام عمر بعمل حفل كبير في مدينة
الإسكندرية ويومها جعلنا نقدم أغنيات مشتركة مع بعض,وديو المولد جاء
بالمصادفة, ولا يعتبر ديو بالمعني المفهوم لكلمة الديو لكنه حاجة
مختلفة,ولهذه الأغنية قصة فبعد انتهاء محمد من تسجيلها سمعها لي,فأعجبتني
جدا,وطلبت منه وضع موال في البداية وبعض التعديلات الأخري فقال لي بكره
عندي حجز استديو أيه رأيك يا دادي تيجي معايا, وبالفعل وأثناء غنائه قلت
لهم عندي حاجة عن المولد لايقة علي اللي بيحصل,فطلبوا مني غنائها و خرجت
بالشكل الذي استمعت إليه, والحمد لله إنها حققت نجاحا كبيرا, وخلال الفترة
المقبلة سنقدم ديو بمعناه المتعارف عليه.
بمناسبة ديو الناس الرايقة هل كنت تتوقع أن يحقق كل هذا النجاح ؟
بصراحة لأ, ولقد سعدت جدا بهذا النجاح لأثبت للناس الذين يقولون ان عدوية
راحت عليه إنني مازلت موجودا وبقوة, كما انني فرحت جدا لرامي عياش لأنه وصل
من خلال هذا الديو لكل طبقات الشعب المصري والعربي, وناس كثيرين عندما
يقابلونني يقولون لي شكرا إنك عرفتنا بهذا المطرب الجميل, ورامي يستحق هذا
النجاح لأنه ولد طيب ومؤدب, وعندما زارني ليعرض علي فكرة الديو, وكان جالسا
في نفس المكان الذي تجلس فيه, سلطني بصوته وفضل يعزف علي العود الخاص بي,
ويغني حتي جعلني أحلق معه في السماء من المتعة التي سببها لي, لهذا دخلت
الاستديو وأنا مبسوط بهس نجاحا لم نكن نتوقعه,لدرجة أن الأطفال يرددونها في
الشارع.
خلال الفترة المقبلة ستطرح ألبومك الجديد أزيك يا حب بعد غياب أكثر من عشر
سنوات بعد طرح أخر ألبوماتك سنين ألم تخش أن ينساك الناس بعد كل هذه
السنوات ؟
رد ضاحكا أنا ماتنسيش لأني تاريخ, وعلامة في الغناء الشعبي.
ما رأيك في الأغنية الشعبية الآن؟
زعلان عليها لانها أصبحت مليئة بالاسفاف والانحطاط ومليئة بكلمات تخدش
الحياء,يا ميت خسارة علي الأغنية الشعبية التي أصبحت تعاني من الفوضي
والعشوائية, لدرجة أن المطربين الشعبيين الحاليين سدوا نفسي عن الغناء, يا
جماعة اللي عايز يغني شعبي إما يغنيه صح أو يترك الساحة, وزمان قامت الدنيا
علي واتهموني بتقديم أغان هابطة, أين من اتهموني زمان مما يحدث الآن ؟!
من يعجبك من المطربين الشعبيين الآن ؟
حكيم, وأحب شعبان عبدالرحيم لإنه رجل بسيط وأصيل, لكن لا يعجبني أن يظهر
بملابس زس شيك جدا, وكنت سعيد بشياكته,وكان يعجبني المطرب الراحل حسن
الإسمر.
كثير من المطربين الشعبيين يعيدون تقديم أغنياتك ما تعليقك علي إعادة هذه الأغاني ؟
** رد غاضبا بيشوهوها, ويضيفون عليها ألفاظا وكلمات خارجة عن مضمون
الأغنية الاصلي, ولست لدي أي اعتراض علي من يريد تقديم أغنية لي, لكن لابد
أن يقدمها كما قدمتها.
قدمت للسينما العديد من الأفلام ما مدي رضائك عن هذه الأفلام وأحبها إلي قلبك ؟
راضي كل الرضا, وأحبها إلي قلبي خدعتني إمرأة, والسلخانة.
لماذا لم تكرر تجربة المسرح بعد مسرحية ادلعي يا دوسة؟
لأنني تعبت كثيرا في هذه التجربة, والمسرح بصفة عامة مرهق ويحتاج إلي مجهود كبير لا أستطيع القيام به حاليا.
لو توقفنا معك عند أسماء معينة في مشوارك ماذا تقول عنها ولنبدأ باسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات ؟
الله يرحمه كنت أحبه جدا وهو الآخر كان يحبني ويوم استشهاده قطعت رحلتي في
باريس ونزلت خصيصا, وزعلت جدا لوفاته, ولا أنسي أول مرة تقابلنا وكانت في
عيد ميلاد شقيقته الكاتبة الجدعة وبنت البلدسكينة السادات في منزلها في
حدائق القبة حيث كانت تحتفل بعيد ميلادها وكانت ــ الله يديها الصحةــ
تحبني جدا,وحضر الرئيس السادات وكان بسيطا جدا وطلب مني غناء أغنيتي
سلامتها أم حسن التي كان يحبها جدا, وأيضا السح الدح أمبو,ويومها قال عني
كلام كثير جميل أخجل أن أقوله في الحوار حتي لا يتهمني أحد بالكذب!
وماذا عن نجيب محفوظ ؟
هذا الرجل كان حبيب قلبي وكان دائم الثناء علي صوتي وقال عنه إنه صوت قوي
مليئ بالشجن, وكان يعتبر أغنيتي سيب وأنا سيب التي كتبها مأمون الشناوي
ولحنها سيد مكاوي أغنية سياسية تدعو للسلام, وفي إحدي المرات حضرت عيد
ميلاده وكان موجود الكاتب الصحفي الكبير مفيد فوزي وطلب مني غناء أغنية
شدوا الكراسي.
كانت لك أيضا علاقة صداقة مع كل من الموسيقار محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ؟
محمد عبدالوهاب كان دائم الاستماع إلي ويحب صوتي جدا, لدرجة انني كنت ضيفا
دائما في حفل عيد ميلاد ابنه المهندس محمد, وكان عبدالوهاب يحضر ويأخذني
علي جنب ويطلب مني غناء إعلان خضر العطار الذي كنت أغنيه بصوتي, حيث كان
معجبا به جدا, ومعجب بلحنه.أما عبدالحليم حافظ فكان بمثابة أخي,وأول مرة
تقابلنا عزمني بنفسه لحضور للغناء في حفل عيد ميلاد أحد الأصدقاء ويومها
غنيت له أغنية خسارة خسارة وهو غني لي السح الدح أمبو,ويومها كان موجود
وجدي الحكيم وأحمد فؤاد حسن.
من يسلطن أحمد عدوية الآن ؟
عبدالحليم حافظ, والموسيقار محمد عبدالوهاب, ومن الجيل الحالي هاني شاكر
الذي أعتبره عبدالحليم حافظ العصر, محمد محيي, أحمد سعد, وبموت في صوت
شيرين التي غنت معي في تونس أكثر من مرة, وكانت تداعبني وتختبئ في الحديقة
وتغني لي أغنيتي يا بنت السلطان, وأحب أيضا ابني محمد عدوية.
من صاحب الفضل عليك وقف جانبك وساندك في مشوارك؟
ربنا ثم موهبتي فقط.
هل تعرضت لظلم في مشوارك ؟
يااااااه كتير, يكفي انني ظلمت عندما منعوني من الغناء في الإذاعة
والتليفزيون واتهموني بانني أقدم أغنيات وحشة,لكن رب ضارة نافعة, هذا المنع
زاد من نجوميتي
ما مدي رضائك عن مشوارك الفني ؟
الحمد لله راض تماما.