عمليات التجميل طرائف ومصائب

حمي انتابت العالم، وأخر صيحة أخذ كلا من النساء والرجال علي حد سواء بالتسابق إليها ? وهي موضة عمليات التجميل، آملين بإجرائها العودة إلي زمن الصبا الجميل، محاولين إزالة آثار الزمن من وجوههم، وآخرين يلجئون إليها لاعتراضهم على ملامحهم فيجرون التعديلات التي يريدونها ? لكي يصلحون، من وجهه نظرهم، من شكلهم.
ولكن الله سبحانه وتعالي، قال فى كتابه العزيز " لقد خلقنا الإنسان فى احسن تقويم" صدق الله العظيم ( التين : 4)

لو تأملنا للحظة فى معاني هذه الآية الكريمة، لوجدنا حقا أن الجمال الطبيعي وملامح الإنسان الأصلية هي نعمة من عند الله أهداها للبشر، فلم نبدل ونعدل ونغير فيما هو جميل بالفعل؟! ، هل بذلك سيصل الإنسان إلى قمة الجمال؟ وماذا يحدث لو أن كل من في العالم أصبح في قمة الجمال .."الصناعي" ?! وماذا لو تشابهت العيون والخدود والشفاه ?!!.

لو أطلقنا لخيالنا العنان ? لأدركنا أن هذه العمليات سوف تلبس العالم وجهاً مزيفاً خداعاً ? وتختفي الحقيقة وتتواري خلف أقنعة ملونة باهتة، لا تعكس سوي أشباح المادية وقصور وتفاهة العقل الذي يرجع الجمال الظاهري عن جمال الجوهر.الملايين يتجملون !وفي رحلة البحث عن الجمال، أظهرت الإحصاءات، طبقا لجمعية جراحي التجميل، أن 1.8 مليون جراحة تجميل أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الماضي، بالإضافة إلى 6.4 ملايين عملية تجميل غير جراحية مثل حقن البوتوكس. بينما أعلنت إحصائية حديثة في كوراساو أن جراحات التجميل والأنظمة الغذائية تكلف أمريكا اللاتينية ملايين الدولارات.

وأوضحت الإحصائية أن الأمر بات يشكل هما لكل الطبقات الاجتماعية فحوالي 61% من البرازيليين يعتبرون مظهرهم عاملا أساسيا لنجاحهم في المجتمع، وفي الأرجنتين شخص من كل ثلاثين شخصا خضع لجراحة تجميلية في 1999, وفي كولومبيا لم تعد الفتيات يطلبن رحلة إلى الخارج أو احتفالا لمناسبة عيد ميلادهن الخامس عشر بل عملية تجميل للصدر.

وقد ازداد خلال السنوات العشر الأخيرة عدد المواطنين في دول أمريكا اللاتينية الذين يقررون تجميل أجسادهم، بنسبة تفوق 200% ! ، مقابل تكلفة بلغت 8000 دولار، ولا يشذ الرجال عن هذه القاعدة (يقومون بزرع شعر أو بعمليات شد للبشرة) إذ يشكل الرجال 10% من الزبائن. وفي فرنسا، أكد علماء نفس فرنسيون أن حوالي 80% من النساء يقبلن على إجراء عمليات تجميل، ويرجع ذلك إلي عوامل نفسية.وأوضح البروفسور "جيرارد لو جواس" طبيب فى الأمراض النفسية أنه من بين كل ثلاثة نساء يتقدمن لإجراء جراحة تجميل تصاب واحدة على الأقل بخيبة أمل فى أعقاب العملية، مضيفاً أنه يتعين على الطبيب أن يختار فيما بينهن من تحتاج بالفعل لإجراء مثل هذه العملية، حيث إن القاسم المشترك الذى يجمع بين كل هؤلاء هو وجود أزمة ما مثل الخروج من فترة المراهقة، ولادة حديثة، فقدان الوظيفة، الطلاق أو بداية الشيخوخة. وبسبب مطربات الفيديو زادت حالات عمليات التجميل في العالم العربي خلال العام الماضي، من 380 ألف عملية إلي 650 ألف عملية تجميل ، حيث ارتفع هذا العدد في مصر، من 55 ألف عملية إلي 120 ألف عملية.

وعلى جانب آخر، أوضحت الدكتورة ناريمان شيخ طالب، أخصائية التجميل السورية لجريدة الشرق الأوسط اللندنية، أن هناك 80% من النساء السوريات يقبلن على عمليات التجميل، بينما الباقي والذين يشكلون20% هم من الرجال السوريين الذين تتركز عمليات التجميل لديهم على تجميل الأنف وشفط الشحوم وتصغير الثدي.عمليات الجنون ..تجارب عديدة تعكس المادية البحتة التي تغرق العالم الآن ? والتي تطورت بدورها لتصبح صيحة من صيحات الجنون ? ومن ذلك ما نشرته جريدة البيان الإماراتية حول تحقيق حلم توأمين أمريكيين في التشبه بالممثل براد بت. أما التفاصيل، فقد أخضع شقيقان توأمان نفسيهما لجراحات تجميلية دقيقة ومكلفة، لكي تصبح ملامحهما قريبة من النجم براد بت الذي يكنان له إعجابا شديداَ. وبغض النظر عما إذا كانت نتائج العمليات التجميلية قد أوصلتهما إلى مرادهما أم لا، فإن الشقيقتين مايك ومات شليب وهما ممثلان مغموران من ولاية آريزونا يقولان إن التحول الجديد جذب الفتيات إليهما كالمغناطيس.ويقول مات إن ما فعلاه يستحق العناء بل وأكثر من ذلك، وإنه على استعداد لتكرار ذلك عشر مرات، لاسيما وأن عمليات التجميل ساعدته على لفت انتباه الفتيات وهو ما لم يكن يحلم به في السابق.وعدد الجراحات التجميلية التي تطلبها الأمر لتحويل هذين الشابين الدميمين إلى آخرين وسيمين كان كبيرا وباهظ التكلفة؛ فقد خضعا لعمليات تجميل في الأنف والذقن والأسنان كلفت كل واحد منهما عشرين ألف دولار. ومساعي التوأمين "شليب" للتشبه بالنجم الهوليودي براد بت مسجلة في برنامج "أريد وجهاً شهيراً" الذي تبثه محطة إم تي في ، ويتابع البرنامج عملية التحول المدهشة للشباب المهووسين بأشكال المشاهير. يقول مارشال ايزن منتج محطة (إم تي في) إن المحطة أرادت إبراز ظاهرة متنامية في الوقت الحالي، وهي الإقبال على الجراحات التجميلية الاختيارية من جانب الشباب الأمريكي. ويضيف أنه في عالم اليوم، حيث يصل الهوس بالمشاهير إلى أوج محموم فإن عددا أكبر من الشباب يوصلون افتتانهم أو هوسهم الشديد بالنجوم والمشاهير إلى مستوى جديد.ومازلنا في أمريكا، حيث جنون الموضة الذي دخلته مؤخراً عمليات التجميل من أوسع الأبواب، والدليل علي ذلك ما سعت إليه الأمريكية اليزابيث كرستينسين، في أن تبدو كالملكة المصرية القديمة نفرتيتي، وحتى تحقق هذا الحلم أنفقت نحو 250 ألف دولار على 24 عملية تجميل لوجهها إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى هدفها. وتبلغ اليزابيث 39 سنة، وقد تحملت الكثير من الآلام النفسية على مدى خمس سنوات، وهي تنتظر نتيجة جراحة التجميل، وفي كل مرة كانت تصاب بصدمة كبيرة لعدم نجاح الجراحة على النحو الذي تريده.

إلا أنها ظلت مصرة على أن تبدو كالملكة المصرية القديمة نفرتيتي مهما كلفها ذلك من مال، وعلى الرغم من أنها أجرت 24 عملية تجميل فهي مستعدة لإجراء المزيد، فقد يحتاج الأمر إلى أن تجري ما بين 4 - 5 جراحات لتكتمل الصورة، وتصبح شبيهة لرمز الجمال نفرتيتي. وتقول: إن البعض يعتقدون أنني أصبت بالجنون ومنهم والدتي التي لم تعد تعرفني إذا ما رأتني، ولا توافق على ما أفعله لكنني أفعل ما يرضيني.بينما تخطت سيدة صينية كل هذا العدد من العمليات ? حيث أجرت 48 عملية جراحية، منها 18 عملية إصلاح لأنفها في محاولة منها لإضفاء مزيد من الجمال على نفسها. وأنفقت الصينية التي تبلغ من العمر 30 عاما حوالي 220 ألف يوان، خلال الخمس سنوات الماضية على عمليات التجميل. وعندما تتحول وظيفة عمليات التجميل إلي البحث عن القبح تطفو على السطح تجربة مارك اليستر، الذي اعترف أنه تصرف بشكل جنوني عندما دفع مبلغ 4870 دولاراً لإجراء جراحة تجميلية تجعل ملامح وجهه شبيهة بكلبه، فهذا التصرف دمَّر حياته كما يقول بعد أن هجرته زوجته وفقد عمله وتخلى عنه أصدقاؤه.وقد استوحى اليستر الفكرة من موضوع قرأه مؤخراً في إحدى الصحف عن الناس العاديين الذين يخضعون أنفسهم للجراحة التجميلية ، لكي يشبهوا نجومهم المفضلين. غير أن اليستر كما يقول لا يكترث بالنجوم أو المشاهير ويرى أن وجه كلبه "موجو" يكشف جميع الصفات أو الخصائص الداخلية التي يريدها أن تتواجد في نفسه كالوفاء والقوة والود تجاه الناس والحماس للحياة. ويقول اليستر وهو موظف سابق بشركة للتأمين يقيم في لوس أنجلوس ويبلغ من العمر 32 عاماً إنه قال لنفسه إنه لو استطاع أن يبدو مثل "موجو" من الخارج، لربما تمكن أن يكتسب طباعه من الداخل.

ولذلك بعد بحث طويل عبر شبكة الإنترنت عن جراح تجميل مستعد لإجراء مثل هذه الجراحة غير العادية سافر اليستر إلى السويد حيث أجرى الدكتور لارس لندسترو له العملية المطلوبة. وعندما انتهى الدكتور من العملية حمل وجه اليستر شبها مخيفا بكلبه "الروتويلر" البالغ من العمر أربعة أعوام كما طلب اليستر بعد ذلك تركيب نابين في فمه لتعزيز النتيجة النهائية. ويعلق اليستر بأنه كان راضياً جداً عن النتيجة, إلى أن أقلته الطائرة إلى أرض وطنه، ولاحظ أن الناس يتحاشون النظر إلى وجهه.

وعندما عاد إلى منزله لم تتحمل زوجته "جون" رؤية وجهه وتركته بعد أسبوع واحد فقط، وبعد فترة قصيرة طرد اليستر من وظيفته بحجة ملفقة كما يدعي وهي قلة إنتاجيته. وعندما لجأ إلى أصدقائه طالبا للمواساة كانوا يقدمون دوما أعذارا لعدم مقابلته كالقول إنهم منشغلون أو لديهم خططا أخرى. والأسوأ من كل ذلك هو أن كلبه "موجو" الذي يعتبره أفضل صديق له في العالم بدأ يعامله بشكل مختلف إذ يبدو وكأنه مستاء من محاولة اليستر تقليده.وفي مسار الجنون ! .. خضعت عارضة الأزياء المكسيكية "سابرينا" لتسع عمليات جراحية تجميلية، تم خلالها زرع حشوات سيليكونية في نهديها بهدف تكبيرهما إلى أقصى حد ممكن ? وذلك بهدف تسجيل اسمها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية. وقد أكدت العارضة "سابرينا" أنها ستخضع لأربع عمليات تجميلية إضافية في غضون الأشهر القادمة؛ كي تصل بنهديها إلى الحجم الذي يؤهلها لدخول موسوعة جينيس كصاحبة أضخم نهدين على مستوى العالم، كما أضافت انه لا يهمها عدد العمليات التجميلية التي يتعين عليها أن تخضع لها، لكن ما تهتم به فقط هو أن تصبح حاملة اللقب العالمي الذي تحلم به كل امرأة.وللأسف ... امتدت عدوي التجميل إلي زهور حياتنا، وكما ورد بصحيفة "تشاينا ديلي"، فإن الآباء في الصين يدفعون المال لإجراء جراحات تجميل لأطفالهم وهم في سن التاسعة لتحسين شكلهم خلال العطلات الصيفية. وأوضحت الصحيفة أن معظم الأطفال أجروا جراحات لتجميل الأنف وتوسيع العينين. ويعتقد الآباء في مدينة "جوهي" وهي أكثر المدن الصينية ثراء أن الجراحة ستعطي أطفالهم ثقة أكبر في المدرسة والحياة. وأضافت الصحيفة أن الآباء يتدفقون إلى عيادات جراحات التجميل بطلبات لإجراء عمليات لأطفالهم خلال العطلات الصيفية، كما أشارت إلى أن الخبراء حذروا من أن الجراحة لا تلائم الأطفال تحت سن 16 عاما؛ لأن وجوههم لم تتشكل بشكل نهائي بعد.كما أظهرت نتائج مسح أن حوالي 20 % تقريبا من الأطفال في ألمانيا ما بين 9- 14 عاما يفكرون في إجراء عملية تجميل لتحسين مظهرهم الخارجي.جراحة تجميل .. هديةوبدلاً من الحيرة فى تحديد هدية الزوجة من قبل شريك حياتها في المناسبات السعيدة ، فقد حسم الرجل الأمريكي الأمر، وأجزم أن أجمل هدية يمكن أن يقدمها لزوجته هي عبارة عن جراحة تجميل. وقد انتشرت صيحة هدايا جراحات التجميل الآن، فهي تعد أكثر الهدايا الشعبية المتداولة في الولايات المتحدة. وأكد الدكتور أخصائي الجراحة التجميلية في مدينة نيويورك "ستيفن جرينبيرج" أن التوجه الحالي للناس في أساليب تبادل الهدايا في المناسبات والأعياد والعطلات، أصبح نحو الجراحات التجميلية كنوع من هدايا الحسن والجمال.

وأبرز هدايا التجميل تتمثل في جراحات شد الوجه، وتكبير الصدر وتنحيف البطن وتصغير الأنف، وأبرز هذه الهدايا ما أهداه رجل لزوجته، وهي عبارة عن عملية لشفط الدهون بتكلفة تصل إلى 6 آلاف دولار. بينما ابتدع والدان بريطانيان هدية غير تقليدية لابنتهم البالغة من العمر خمسة عشر عاماً، وهي عبارة عن إجراء عملية تكبير ثديين. وقد رفض جراح التجميل انتوني ايريانان إجراء هذه العملية، قائلا إن عليها الانتظار عدة سنوات أخرى. وقال إن جينا فرانكلين لا تزال صغيرة وإن ثدييها لم يستكملا نموهما بعد.

إلا أن مارتين فرانكلين والد جينا قال إن ابنته "لم تلتق بالجراح بعد وإنها ستجري الاستشارة الطبية في عيد ميلادها السادس عشر". وكان فرانكلين يتحدث من مركز جراحات التجميل الذي يديره هو وزوجته في بلدة مانسفيلد وسط إنجلترا. وكان قرار الوالدين بدفع تكلفة العملية في عيد ميلادها السادس عشر قد نشر في وسائل الإعلام البريطانية، وأثار جدلا واسعا حول الضغوط التي تتعرض لها الشابات لتحسين مظهرهن. وذكرت الجمعية البريطانية لجراحي التجميل أن نصيحتهم في هذا المجال هي انتظار الفتيات حتى سن الثامنة عشرة قبل إجراء مثل هذه العمليات لأن نمو أجسادهن لم يكتمل بعد.

وفي مسابقة تعد الأولي من نوعها في العالم، أقامت الصين مؤخرا مسابقة ملكة القبح، وذلك بعد استضافتها مسابقة ملكة جمال العالم، والتي تتمثل جائزتها الأولي في إجراء جراحة تجميل بقيمة 12 ألف دولار. وتنافست 50 امرأة دميمة في المسابقة لاختيار أقبح وجه في شنغهاي. وقالت صحيفة صنداي مورنينج بوست إن زانج دي 26 عاما فازت بالمسابقة على أساس أن شكلها سوف يستفيد من جراحة التجميل. وقالت ملكة القبح للصحيفة "عيوني الضيقة وأنفي المفلطح وجلدي الضعيف أمور تمثل عبئا عليّ لدرجة تفقدني الثقة في نفسي". ووعد مدير مركز جراحة التجميل الذي سيتولى علاجها بأنه سيجعل منها "فتاة مختلفة تماما" في غضون أسبوعين.ومازلنا فى الصين ? حيث تلقت سيدة من غربي الصين عروضا بإجراء جراحات تجميل مجانية لها؛ وذلك بعد رفض تعيينها في ألف وظيفة تقريبا كانت قد تقدمت لها منذ عام 1993، بسبب قبح ملامحها. وذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" في طبعتها التي تصدر في هونج كونج أن زانغ جينج (25 سنة) تصدرت عناوين الصحف في إقليم تيانجين بغربي الصين عندما أعربت عن اعتقادها بأن ملامح وجهها القبيحة تسببت في رفض تعيينها في جميع الوظائف التي تقدمت لها منذ عام 1993. وحصلت جينج بفضل تصريحاتها على عروض بإجراء جراحات تجميل مجانية لها في اثنين من المستشفيات.
وعرض أحد المستشفيات إجراء جراحة لها في الأنف والعينين، فيما عرض الآخر إجراء جراحة لها في الجبهة والأسنان.وللرجال نصيب !!!!من المعروف أن المرأة هي المهتم الأول بالجمال وأدواته وطرق تحقيقه، ولكن عندما يمتد هذا الاهتمام إلى الرجل يصبح هناك خلل ما، فالشكل ليس مقياس للحكم على المرأة فما بال الرجل؟!.
ولكن للأسف .. الواقع يعكس لنا اهتمامات بعض الرجال في الوقت الحالي لإضافة الملاحة والجمال إلي مظهرهم، والسؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن .. هل بعملية التجميل يصل الرجل إلي السعادة ?!.

وهكذا لم تعد عمليات التجميل حكراً على الجنس اللطيف، ذلك أنها أخذت تنتشر بين أوساط الرجال والشباب مؤخراً، كما أكدت شبكة الـ(سي إن إن)، ومنهم أولئك الذين يعملون في قطاع الأعمال، لأسباب مختلفة أهمها أنها تمنحهم الثقة بالنفس، بالإضافة إلى ذلك فهم لم يعودوا يشعرون بأي حرج من القيام بذلك أو حتى التصريح به. فيقول كريغ سواش، وهو مدير مبيعات يبلغ من العمر 43 عاماً، إنه يشعر بثقة أكبر في التعامل مع العملاء حالياً، وهو ما لم يكن يشعر به قبل أن يجري عملية تجميل بواسطة الحقن، لإزالة التجاعيد في وجهه.

ولعل المنافسة للحصول على الوظائف، بين الرجال ممن ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك بين الرجال والشباب، إلى جانب انتشار عمليات التجميل التي تتميز بكونها أسرع وأرخص من سابقتها، تساعد في زيادة انتشار هذا النوع من العمليات بين أوساط الرجال. وتشير إحصائية صادرة عن الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل إلى أن الرجال أجروا نحو 334 ألف عملية من هذا النوع في عام 2003، في حين بلغ عدد النسوة اللواتي أجرينها نحو 2.56 مليون امرأة. من ناحية أخري، ارتفعت نسبة عمليات التجميل التقليدية في عام 2003، بين الرجال بحدود 10 في المائة، فيما ارتفعت بين النساء بحدود 14 بالمائة، وذلك مقارنة بعام 2002.

وتعتبر عمليات تجميل الأنف الأكثر شيوعاً بين الرجال، وتليها عمليات الجفون. ويقول جراحو التجميل إنهم يشهدون الآن أعداداً متزايدة من الرجال الذين يحاولون أن يظهرون بمظهر أكثر شباباً. غير أن الأمريكيين عموماً، ينظرون إلى هذه الظاهرة بصورة سلبية لأنها تهدد بأن تتحول إلى ظاهرة عامة.
ففي استطلاع أجرته مؤسسة GMI الأمريكية لأبحاث السوق، تبين أن الأمريكيين أكثر تشدداً من البريطانيين والفرنسيين فيما يتعلق بانتشار عمليات التجميل بين الرجال، بل ويعتبرونها تطوراً سلبياً.

أما في الوطن العربي فقد أكد خبراء التجميل اللبنانيون أن الرجل اللبناني يبدأ بتجميل أنفه، وشد وجهه، وشفط الدهون من جسمه، ثم ترميم أسنانه لتصحيح ابتسامته، وإخفاء عمره الحقيقي لينال إعجاب الجنس الآخر. وأشار إحصاء أجراه طلاب قسم الاجتماع في الجامعة الأمريكية ببيروت إلى أن 61% من الرجال يتذرعون بحجج كثيرة لإخفاء أعمارهم الحقيقية، فيما يعتبر 22% أن عمرهم الحقيقي هو شأن خاص بهم لا يحبذون التحدث عنه، كما رفض النساء عامة الأسئلة التي تتعلق بأعمارهن الحقيقية. وقال الأخصائي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي:"إن الرجل يشعر أحيانا كثيرة بالخجل من ذكر عمره الحقيقي، خصوصاً إذا كان عازباً ". ويعد ترميم الأسنان وتصحيح الابتسامة من بين الاهتمامات الأساسية لدى الرجال للتسلح بابتسامة مشرقة تنسي الطرف الآخر الجالس معهم كل ما يتعلق بالعمر.وآخرون يرفضون ..وبالرغم من أن هناك إقبالاً كبيراً على عمليات التجميل من جانب العديد من الأفراد، إلا أن هناك من يرفضه، فهذه الممثلة الأمريكية الحاصلة علي الأوسكار هال بيري تنتقد لهث النساء في البحث عن الجمال. وأكدت أنها لن تجري عملية تجميل؛ رغم أن الجسم لم يعد ذلك الجسم ولا وجهها ذلك الوجه الذي كان مضرب المثل في السحر والفتنة. وقد باتت بيري "38عاماً" بقوامها الرشيق ووجهها الجذاب، تشعر بالأسى حيال الفتيات اللاتي يرغبن في تغيير خلقهن وترى في ذلك ضرباً من "الجنون". وتساءلت كيف يتأتى للمرء أن يجحد خلقته ويبحث عن شكل آخر؟.بينما تري عارضة الأزياء العالمية كلوديا شيفر للموضوع شقا آخر، حيث أعلنت رفضها لاستخدام وسائل التجميل مثل، استخدام حقن السم البكتيري "بوتيولينام" أو ما يعرف تجاريا باسم "بوتوكس" للقضاء على التجاعيد التي تسببها الشيخوخة، خوفا من آثارها الجانبية. وأكدت العارضة العالمية 34 عاما، لمجلة "إنستايل" الألمانية وجهة نظرها بقولها:"إنني شخصيا أخشى من الآثار الجانبية، التي لا يلقى لها بالا بدرجة كبيرة في هذه العمليات التجميلية". وقالت شيفر إنها تفضل الوسائل التي تعمل داخل الجسم مثل الفيتامينات، مضيفة أنها منذ أن حملت وهي تتناول الوجبات غير المعدلة وراثيا.وعلى جانب متصل، قامت النجمة السينمائية الأمريكية شارون ستون بمقاضاة جراح تجميل في بيفرلي هيلز بلوس انجلوس لادعائه، خلافا للواقع، بأنه أجرى عملية شد لوجه النجمة الهوليوودية. وطالبت بطلة الفيلم المثير "غريزة أساسية" بتعويض لم يكشف عن حجمه من جراح التجميل ريناتو كلابريا، كما ذكر موقع "بي.بي.سي" . وجاء في ورقة الدعوى المقدمة إلى المحكمة العليا في لوس انجلوس أن شارون ستون لا تشعر بالفخر من قدراتها التمثيلية فحسب إلى جانب مواهبها الأخرى، بل أيضا بجمالها الطبيعي.

وجاءت في أوراق الدعوى أن "شارون ستون معروفة بجمالها الطبيعي وببريقها.. وفي الوقت الذي تحترم هي رغبات الآخرين في أن يفعلوا ما يحلو لهم، إلا أنها هي لم تخضع أبدا لأي عملية شد وجه من اجل تحسين مظهرها". ونفي الدكتور كلابريا التهمة الموجهة إليه، حيث قال محاميه آرثر بارنز إن "كلابريا لم يقل أبدا لأي أحد إنه أجرى جراحة لشارون ستون".وعلي الجانب العربي، رفضت بعض مطربات المغرب عمليات التجميل ويعتبرنها "تغييرا لخلق الله". أما أسباب هذا الرفض فتعرضها جريدة الشرق الأوسط، من خلال وجهات النظر التالية: تقول المطربة نزهة الشعباوي إن المطربات المغربيات عموما لم يتجهن بعد إلى إجراء عمليات التجميل لتغيير أشكالهن، بل هي ظاهرة منتشرة فقط بين المصريات واللبنانيات، "لتأثرهن بالمطربات الغربيات مثل شاكيرا وبريتني سبيرس ومحاولة تقليدهن في الشكل والمظهر الخارجي، وتكفي مقارنة بسيطة بينهن لينكشف هذا التقليد".

ولا تخفي الشعباوي دور عمليات التجميل في تغيير شكل بعض المطربات للأفضل والأجمل مثلما حدث مع المطربة أنغام كما قالت، إلا أن عمليات التجميل التي أجرتها نوال الزغبي لم تكن مناسبة وكانت نوال برأيها أجمل في السابق، وتضيف أنها لا تؤيد هذا "الهوس" الذي أصاب المطربات العربيات، وتفضل بدلا من ذلك أن لا يتعدى التغيير مستوى تسريحات الشعر والماكياج مواكبة للموضة، وهي عملية أصبحت مفروضة على المطربات؛ لأن المظهر أصبح يلعب دورا رئيسيا في النجاح والانتشار. وترى أن المحافظة على النضارة والجمال يمكن أن تتحقق من خلال ممارسة الرياضة كما تفعل هي دون اللجوء إلى الجراحة و"تغيير الصورة التي خلقنا بها الله".

من جهتها، قالت المطربة نسرين العذراوي إن "الجمال الحقيقي هو جمال الروح، والقبول الذي يحظى به أي مطرب او مطربة من عند الله" ولا داعي برأيها أن نضحك على الجمهور. ووصفت نسرين بعض المطربات، مع تحفظها على تحديد الأسماء، بأنهن أصبحن مثل "لوحات مصبوغة". وكل واحدة منهن تتنافس لتظهر بشكل مثير وأكثر جرأة من زميلتها، وقد نفاجأ - كما قالت - في يوم ما بظهور مطربة بشكل مرعب"؛ لأنهن تحولن إلى مجرد سلع معروضة للبيع يتنافس أصحابها بعرضها في صور متنوعة من الإبهار!. وتساءلت نسرين عن سر لجوء مطربات صغيرات في السن إلى عمليات التجميل، رغم أنهن جميلات في الأصل تكفيهن رتوشات بسيطة من المكياج ليتحولن إلى فاتنات.وجنت علي نفسها ... !!في الواقع، ليست كل قصة تجميل تنتهي نهاية سعيدة، ولكن قد تنتهي بـ"مصيبة"، ويصبح من فكر فى إجراء هذه العملية هو الجاني على نفسه وهو الوحيد الذي يتحمل نتائج هذه العملية التي قصد من خلالها ولا شك تغيير خلقه الله. وهذه قصة فتاة تايوانية تدعى "وانغ" رفعت قضية ضد إحدى المستشفيات في تايبيه للضرر الذي لحق بها جراء إجراء عملية تجميل خاطئة في عينيها، للأسف، تركتها تنام وعيناها مفتوحتان. وذكرت قناة تلفزيون تي في بي أس التايوانية أن وانغ "21 عاما" تطالب بتعويض قدره ثمانية ملايين دولار تايواني (240 ألف دولار أمريكي) من مستشفى وان فانغ ورئيس قسم جراحات التقويم به ليو تشي ـ فنغ.

وأجريت جراحة لهذه الفتاة في جفني عينيها منذ ثلاثة أعوام بناء على نصيحة والدتها حتى تبدو عينيها، مثل الأوروبيين والتي تلفت أنظار البعض في الحي الذي تقيم به. ودفعت والدتها نفقات الجراحة كهدية لابنتها لدخولها مرحلة الشباب. وبعد الجراحة اكتشفت وانغ أنه من الصعب عليها أن تغمض عينيها وصدمت والدتها بالفعل عندما شاهدتها وهي نائمة وعيناها مفتوحتان. ورتبت مستشفى وان فانغ لوانغ إجراء جراحة لتصحيح العيب في مستشفى آخر في تايبيه ولكنها أسفرت عن حدوث مزيد من الندب على جفونها. بينما قام صيني "مخدوع" بتطليق زوجته الحسناء، بعد أن اكتشف مؤخراً أنها كانت قبيحة قبل أن يتزوجها، كما رفع ضدها دعوى قضائية يطالبها بـ 100 ألف دولار كتعويض.وأصيب "جيان فينج" بصدمة عندما وضعت زوجته الجميلة طفلة شديدة القبح، ووصل الأمر به إلى حد اتهام زوجته بأنها قد أنجبت الطفلة من شخص آخر، وأمام هذا الاتهام اضطرت الزوجة إلى الاعتراف لزوجها بأنها كانت قبيحة الشكل قبل أن يعرفها ويتزوجها، وأنها أصبحت ذات وجه جميل بعد أن سافرت إلى كوريا الجنوبية وخضعت هناك لعملية تجميل باهظة التكاليف. ولإثبات صدقها عرضت الزوجة على زوجها صوراً تبدو فيها على هيئتها الأصلية قبل الخضوع لعملية التجميل، فقرر الزوج تطليق زوجته على أساس أنها خدعته بجمالها المصطنع ولم تخبره بحقيقة أمرها. وبعد الحصول على حكم الطلاق، رفع الزوج دعوى جديدة ضد زوجته السابقة يطالبها فيها بدفع تعويض مالي كبير نظير الخسائر التي تكبدها في سبيل الزواج منها قبل سنتين.وتسرد صحيفة البيان، أنه في العاصمة المصرية، حرّر أحد الأزواج محضراً في قسم الشرطة ضد زوجته، بسبب إنفاقها 6 آلاف دولار من مدخراته لإجراء جراحة تجميل تستطيع بها أن تفقد كثيراً من وزنها، كي تصبح كوكتيلا من "نانسي عجرم" و" هيفاء وهبي" و"إليسا". وكانت المفاجأة أن الزوجة قامت هي الأخرى بعمل محضر ضده، تتهمه فيه بخيانتها مع "نانسي عجرم" لإعجابه الزائد بها، لدرجة أنه ملأ جدران المنزل بصورها، كما أنه يقضي معظم أوقاته أمام التلفزيون يطاردها من قناة لأخرى، مما دفعها لإجراء جراحة التجميل، وفي النهاية انتهى الأمر بطلاقهما.وضمن مآسي عمليات التجميل، سجل عدد من الدراسات نتائج مدهشة لمعدلات عالية من الانتحار لدى النساء اللاتي خضعن لعمليات تجميل الثدي وزرعه، مما أثار الجدل مرة أخري حولها. ووجدت أحدث دراسة أجريت على النساء الفنلنديات اللواتي خضعن لزرع أثداء تجميلية، أن ميلهن للانتحار يزيد بثلاث مرات مقارنة بالآخرين. وتتطابق هذه النتائج مع نتائج دراستين سابقتين أجريت إحداهما على النساء السويديات والأخرى على الأميركيات. وافترضت الدراسات الثلاث أن الأثداء المزروعة لا تقود إلى ازدياد الميل للانتحار، بل إن ذلك يحدث كانعكاس للتكوين النفسي للنساء الراغبات في زرعها وفقا لبعض العلماء، أو بسبب المصاعب والآلام التي يتعرضن لها بعد سنوات من إجراء عمليات التجميل، كما يعتقد علماء آخرون.ويظل الإنسان طيلة حياته يبحث عن السعادة، ولكن المشكلة فى ظنه أن السعادة تتبلور فى جمال الشكل، ويهمل المضمون، مما يحوله إلى هيكل مزخرف وجميل ولكنه للأسف خاو فارغ من كل معاني الجمال الحقيقية. ويحسم الأمر مفتي مصر الشيخ علي جمعة، بتوجيهه رسالة لأطباء التجميل أن بعض ما يجرونه من عمليات، وخاصة تلك التي تجري علي سبيل الترف والبذخ محرمة شرعا. ففي كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي الأول لجراحات التجميل في مصر، أخبر جمعة الأطباء بأن تلك الأنواع من العمليات التي يقومون بها لمجرد البحث عن ما هو جديد ممنوعة شرعا. وأكد جمعة أن النية من وراء إجراء مثل هذه الجراحات تعد الأساس في بيان حكمها الشرعي وفقا للقاعدة الفقهية النية في الابتداء والمقصد في المآل.

وقال جمعة، كما ورد بجريدة القدس العربي، أما إذا كانت النية من وراء إجراء عمليات التجميل هو الإصلاح والعلاج جسديا أو نفسيا فلا تحريم في ذلك. وأكد المفتي ضرورة أن يجري الطبيب هذه الجراحات إذا كانت هناك ضرورة طبية تقتضي ذلك عملا بالقاعدة الفقهية الضرر يزال.

يسلمووووووووووو

» الخطأ والصواب حول مستحضرات التجميل ــ الجزء الثاني
» الخطأ والصواب حول مستحضرات التجميل ــ الجزء الأول
» من طرائف حِكَمِ الفيلسوف ...
» طرائف الشيخ كشك رحمه الله
» عجائب و طرائف - نملة تشرب قطرة ماء