اول حرف من اسمى : الساعه الآن : سجلت للمشاركه بقسم : المنتدى باكملهالنادى المفضل : نادي الأهلي المصري http://www.f1-arabic.comعلم الدوله : الجنسيه : جمهوريه مصر العربيه عدد المساهمات : 7442عدد النقاط : 25965السٌّمعَة : 244تاريخ التسجيل : 25/12/2010العمر : 39الموقع : www.daja2.yoo7.comالاوسمه الحاصل عليها :
موضوع: العاشرة في محطة الرمل الأربعاء أكتوبر 19, 2011 8:58 pm
كان صباحا مشرقا من صباحات الشتاء ، شعرت بالنشاط وغمرني إحساس جميل بالتفاؤل ؛ فقد استيقظت مبكرا وتناولت إفطاري وكانت المواصلات غير مزدحمة والطرق مغسولة بماء المطر الذي تساقط ليلة الأمس ، ذهبت إلي محطة الرمل ، كان موعدي معها كالمعتاد ( صرحت لها أكثر من مرة أني أريد تغيير الميعاد وعندما سألتني عن السبب لم أستطع تحديد سبب معين غير الرغبة في التغيير وشعوري بالتكرار ) في تمام العاشرة أمام خريطة المدينة، وعندما ضحك صديق وقال أن الشواذ يتقابلون هناك أيضا لم أعر الأمر أي اهتمام ، مرت دقائق قليلة وكان أمام عيني أفيش فيلم جديد أردت دخوله ، ولكني انتبهت أنه إذا كان من الممكن ألا نلتقي اليوم فلن أستطيع مقابلتها بعد ذلك لأننا قلنا أن هذه هي آخر مرة نتقابل في هذا المكان والزمان ، وأنني إذا فقدتها الآن فقد أفتقدها إلي الأبد علي الرغم من أنني أعرفها من فترة ليست بالقصيرة إلا أن لقاءاتنا كانت تتسم بالاختصار وتبادل كلمات قليلة ، وكان كل منا يبدو عجولا بشكل غير متعمد لانهاء هذا الحديث ، بغض النظر عن الارتباك والتشويش اللذين كنا نعاني منهما أنا وهي معًا ، بدأ شعور بالانهزام والقلق يهاجمني ، بحثت عن أي سبب للفرح ، أي سبب .. أي ذكري ابتسامة لها ، كلمة أو موقف ما ، حركة من حركاتها البريئة ، كنت أجتهد في البحث وأمنِّي نفسي أني عندما سأجد هذا السبب سأتشبث به جيدا ولن أتركه يفارقني .. قاضيًا معه مابقي من لحظات قادمة حتي ميعاد النهاية الحقيقية لكل أمل، إلا أنه يبدو أن محاولاتي كانت تصطدم بالرغبة والاحتياج وأن كلماتي التي تعبر عن الاحتياج كانت أكبر من الحاجة ذاتها ، بدأت أشعر بالتهاوي من جديد وبدأ مظهري المتماسك ينهار شيئا فشيئا : كتل من الرمل ، بجواري في الأوتوبيس كانت تجلس موظفة تقرأ في جريدة أخبار الحوادث ، وعندها تساءلت لماذا تقرأها في الصباح ؟ احتجت لشيء أستند عليه فذهبت إلي الحاجز الحديدي الصغير وجلست عليه ، ولاحظت أن أحدهم يراقبني . كان هذا هو ماينقصني ، ألا يكفي شعوري بالتعاسة وانهيار السعادة الصغيرة التي كنت أمنِّي بها نفسي حتي وجدت أحدهم يقترب مني ويجلس بجانبي . كانت ربع ساعة كاملة قد مرت ولم يكن الأمر يتعدي ربع ساعة أخري حتي تضيع من يدي كل الآمال وتبقي حقيقة واحدة وراسخة ولن أستطيع نكرانها ، لكن الآن مازالت لديّ بعض الأماني وقليل جدًا من الحقائق ، أشياء مهمة كان عليّ القيام بها، التمسك باليقين ، اليقين الذي لا تصنعه الذكري بقدر الإيمان ، الإيمان بها وبوجودها وبصدقها ، وأن هذه الحقيقة يجب أن تنجلي أيضًا عن إيماني بي وثقتي بنفسي وأماني الدائم الذي تمنحه لحظاتي معها ، أمان مطمئن ليس مستعارا وليس بهين أيضا ، أمان تنكر بجانبه كل فكرة خبيثة كرأس الدبوس ، كانت خريطة المدينة أمام عيني الآن ، قمت وجلبت الجريدة وقرأتها متصفحا ، وتذكرت مرة أخري الموظفة التي تقرأ في الصباح الباكر أخبار الحوادث ، قرأت الحوادث كلها ولم أترك حادثة واحدة ، ثم شعرت بالذنب ؛ ذنب كبير لا يملك أمامه الضمير إلا التقريع ، وكان تقريعا مهينا ، ماذا أفعل ؟ أقرأ الحوادث ؟! أهذا ماكان يجب أن يفعله من في مثل حالتي ؟! أليس هذا دليل شؤم ؟ وكيف يتسق هذا الذي أقرأه مع ما أريد أن أشعر به ؟ هل الأمر لايعدو أن يكون قراءة فقط أم أنه يحتمل تفسيرا آخر ؟ وماالذي يدفعني لقراءة صفحة الحوادث بالذات وليست الرياضة مثلا ؟ كانت ثلث ساعة مرت وأنا أنظر في الساعة، تذكرت الذي جاء وجلس بجانبي ، وبدأت الحركة تكثر في المحطة ودفعات البنات تتوالي ، وبدأت أشك أنها من الممكن أن تكون قد جاءت منذ قليل وأنا لم أنتبه أو هي لم تلاحظني ، بدأت أشك ، وكان شكا بسيطا ولكنه بدأ يتراكم حتي صنع قوة لا أستطيع أن أواجهها ، كان شكا يزداد بمرور الزمن ، لقد أصبحت علي وشك الاستسلام والذهاب للمقهي ، ولكني كنت مازلت أسحب في يدي آخر خيوط الأمل ، خيط ضعيف واهن ولكنه ممكن ، مجرد لحظة واحدة ويظهر وجهها ثم ينتفي كل شيء وأعود من جديد مؤمنا وقويا وطبيعيا ، وهذا الذي يجلس بجانبي هو الذي سيفقد أمله وحده
الحياه حلوه عضو عضو مميز
الساعه الآن : النادى المفضل : لا اشجع اى نادىكيف تعرفت علينا : اثناء البحث فى جوجلعدد المساهمات : 254عدد النقاط : 4723السٌّمعَة : 9تاريخ التسجيل : 03/03/2012العمر : 36الاوسمه الحاصل عليها :
موضوع: رد: العاشرة في محطة الرمل الإثنين أبريل 30, 2012 4:11 pm