منتديات ضجه , موقع ضجه , ضجه , فيس بوك , تويتر , يوتيوب , افلام عربى , افلام اجنبى , اغانى
منتديات ضجه , موقع ضجه , ضجه , فيس بوك , تويتر , يوتيوب , افلام عربى , افلام اجنبى , اغانى
منتديات ضجه , موقع ضجه , ضجه , فيس بوك , تويتر , يوتيوب , افلام عربى , افلام اجنبى , اغانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
»  عاهرة خليجية فرسة ترقص عاريا امام الزبون
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 29, 2019 10:26 am من طرف atefatia2003

» فلم نيك مكوة عربي, زوجين عرب يصور زوجته وهو نازل نيك بعنف في طيزها و كسها
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأحد يناير 10, 2016 7:35 pm من طرف زائر

» Blended & Twisted Vol.1
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 28, 2015 12:29 am من طرف khalifa_5

» الفيلم الاسطورة Deathstalker (1983) مترجم بمساحة 219 ميجا على اكثر من سيرفر
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 08, 2015 7:44 am من طرف زائر

» اجمل مجموعه صور رومانسيه للكبار فقط +18
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 17, 2015 3:27 pm من طرف captjoe

» طالبة سورية مراهقة تتناك من حبيبها بعد المدرسة
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالخميس مارس 19, 2015 11:21 pm من طرف العشق الممنوع

» شرمطة سعودية منقبة تتناك داخل السيارة
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالخميس مارس 19, 2015 7:46 pm من طرف العشق الممنوع

» فيلم سكس لبنت امارتيه اسمها بطه وهيه فعلا بطه
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالخميس مارس 19, 2015 7:25 pm من طرف العشق الممنوع

» اخر موضوعات ام امير للسكس العربى
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأربعاء يناير 21, 2015 6:12 pm من طرف منتديات ضجه

» فلم خليجيه سكس جديد : نيك سوسو مغربيه عايشه بالامارات زوجه ممحونه عمرها 42 سنه .
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالسبت يناير 17, 2015 1:10 am من طرف زائر

» فيلم سكس لبناني ونيك عاهرة بيضة ومربربة
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 06, 2014 5:49 pm من طرف sunheat2009

» بجوده عاليه تصوير عن قرب لنيكه فى كس منتوف مولع بأهات جميلة وينطر عليها
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأحد مايو 04, 2014 7:13 am من طرف منتديات ضجه

» فيلم سكس عربى شرموطه مربربه مع عشيقها صريخ وكلام سكس مثير جدا وهيه بتتناك
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالسبت مايو 03, 2014 1:08 am من طرف روبن موت

»  رقاصه فى فرح شعبى ماسكه تحك الكاميرا فى كسها وكسها باين على المسرح قمه الاثاره
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالسبت فبراير 01, 2014 2:20 pm من طرف زائر

» حصريا الفيلم المثير جدا الذى يبحث عنه الكثير فتاه من الشارع للنيك البارع
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 02, 2013 1:40 am من طرف BABIOY55

»  خليجية جميلة جدا تمص وتتناك في طيزها المثيرة
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 30, 2013 9:39 am من طرف زائر

» حصريا فيلم Hippy Vacation 1970 نسخة DVDRip على اكثر من سيرفر
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 23, 2013 7:13 am من طرف الفراعنة

» [VXXD 011 A] Peeing 'shit' shyness
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 21, 2013 1:55 am من طرف A7medooosh

» [Juicy Entertainment] A tranny fucks my husband and i get to fuck him too Scene #1
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 21, 2013 1:55 am من طرف A7medooosh

» الفيلم الروعة Exzesse Mit Wein Weib Und Gesang على اكثر من سيرفر
ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 16, 2013 9:42 am من طرف الفراعنة

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد أكتوبر 16, 2011 10:32 pm
احصائيات المنتدى
تابعنا على
ستَّة أقدام تحت الأرض Fb110
ضع اميلك ليصلك الجديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

Subscribe to منتديات ضجه , موقع ضجه , ضجه , فيس بوك , تويتر , يوتيوب , افلام عربى , افلام اجنبى , اغانى by Email

 

 ستَّة أقدام تحت الأرض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منتديات ضجه
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
منتديات ضجه


اول حرف من اسمى : ستَّة أقدام تحت الأرض M110
الساعه الآن :
سجلت للمشاركه بقسم : المنتدى باكمله
النادى المفضل : نادي الأهلي المصري http://www.f1-arabic.com
علم الدوله : ستَّة أقدام تحت الأرض Male_e10
الجنسيه : جمهوريه مصر العربيه
عدد المساهمات : 7442
عدد النقاط : 25965
السٌّمعَة : 244
تاريخ التسجيل : 25/12/2010
العمر : 39
الموقع : www.daja2.yoo7.com
الاوسمه الحاصل عليها : ستَّة أقدام تحت الأرض Jb12915568671

ستَّة أقدام تحت الأرض Empty
مُساهمةموضوع: ستَّة أقدام تحت الأرض   ستَّة أقدام تحت الأرض I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 19, 2011 8:46 pm

ابقي كما أنتِ
أريدكِ‮ ‬هكذا
منكوشةَ‮ ‬الشَّعر
دون مكياجٍ
أو
أحمرِ‮ ‬شفاهٍ‮ ‬يجعلني أتردَّد قبل أن أقرِّب شفتيَّ‮ ‬من شفتيكِ،‮ ‬دون
طلاءِ‮ ‬أظافرَ‮ ‬أو مزيلِ‮ ‬عَرَقٍ‮ ‬أو عطرٍ‮ ‬تخبِّئين خلفه رائحتكِ‮
‬الحقيقيّة،‮ ‬أريدكِ‮ ‬عاريةَ‮ ‬الرُّوح،‮ ‬مسلوخةً‮ ‬وبيضاءَ،‮ ‬ها هنا،‮
‬جالسةً‮ ‬أمامي،‮ ‬مقيَّدةَ‮ ‬القدمين والذِّراعين ومفتوحةَ‮ ‬الفخذين،‮
‬نحتاجُ‮ ‬أن نتحدّثَ‮ ‬طويلاً‮ ‬قبل أنْ‮ ‬نتفاهمَ،‮ ‬نحتاجُ‮ ‬أن نهبطَ‮
‬إلي السَّراديبِ‮ ‬المعتمة كي نفتحَ‮ ‬صناديقنا المخبَّأةَ‮ ‬بعنايةٍ،‮
‬تلك التي تراكمتْ‮ ‬فوق أغطيتِها طبقاتُ‮ ‬الأتربةِ‮ ‬والغبارِ‮
‬وعشَّشتْ‮ ‬فوقها العناكبُ،‮ ‬هذا الصُّندوقَ‮ ‬مثلاً،‮ ‬نعم،‮ ‬هذا،‮
‬البنِّيَّ‮ ‬العريضَ،‮ ‬افتحيه،‮ ‬ستجدين بداخله كلَّ‮ ‬الصِّورِ‮ ‬التي
التقطناها لوجهينا السَّعيدين حين كنَّا صغيرين،‮ ‬غافلينِ‮ ‬عمّا نحن فيه
الآن

هذا الصُّندوقَ‮ ‬هناك،‮ ‬هل ترينه،‮ ‬ستجدين بداخله كلَّ‮
‬الأماكنِ‮ ‬التي سرقنا فيها قبلاتِنا المحمومةَ‮: ‬سلالمَ‮ ‬عمارات
القاهرة العاليةِ‮ ‬التي ليس لها حرّاس،‮ ‬كورنيش اسكندريّة ومقابرَ‮
‬ميلان وشوارعَ‮ ‬بورسعيد وميدانَ‮ ‬طلعت حرب وقريةَ‮ ‬الفرعونية ومدينة
السَّلام وليل مدريد وجلافةَ‮ ‬بروكسيل وصيفَ‮ ‬كتالونيا ووسط البلد
وموڤمبيك المطار وشيراتون الأسكندريّة وأوراسي الجزائر وقحط المنامة،‮
‬كلّ‮ ‬الأماكن التي تركنا فيها ما يدلُّ‮ ‬علينا،‮ ‬هل تذكرين،‮ ‬هنا
مثلاً‮ ‬قبَّلتكِ‮ ‬للمرة الأولي،‮ ‬في هذا الممرِّ‮ ‬الطَّويل بفندق ثلاث
نجوم علي بحرِ‮ ‬اسكندريّة،‮ ‬كنتِ‮ ‬خارجةً‮ ‬من حمَّامكِ‮ ‬الصَّباحيِّ،‮
‬وكنتُ‮ ‬أحاولُ‮ ‬تهجِّي ألوانِ‮ ‬عينيكِ‮ ‬وأنا أختبئ من ضوءِ‮
‬الشَّمسِ‮ ‬الذي يعميني عن النَّظر في الأزرقِ‮ ‬السَّماويِّ‮ ‬الذي لا
تحدُّه شطوطٌ‮.‬

II

أحتاج الآن
أن أفتحَ‮ ‬أصابعَكِ‮ ‬هذه
وأضعَ‮ ‬روحي بينها
كما لو كنتِ‮ ‬طفلةً‮ ‬صغيرةً
أعلِّمها كيف تقبضُ‮ ‬علي لعبتِها الجديدةِ

الأرواحُ‮
‬لعبٌ‮ ‬يا حبيبتي،‮ ‬الأجسادُ‮ ‬أيضًا،‮ ‬ثمَّة دائمًا ما يمكن لنا أنْ‮
‬نحوِّله إلي لعبةٍ‮ ‬نُلهي بها وقتنا،‮ ‬تصوَّري مثلاً‮ ‬أنَّني الآن
مستعدٌّ‮ ‬أن أجعلكِ‮ ‬ترين أحشاءَك وهي تخرجُ‮ ‬من بطنكِ‮ ‬الجميلِ‮
‬هذا،‮ ‬فقط بحركةٍ‮ ‬واحدةٍ‮ ‬من نصلِ‮ ‬هذا الخنجر،‮ ‬وستجدينها كلَّها
أمام عينيكِ،‮ ‬لطالما كنت أرقبُ‮ ‬أمّي وهْي تنظِّف الدُّجاجَ‮ ‬والبطَّ‮
‬والإوزَّاتِ‮ ‬والأرانبَ‮ ‬قبل أن تضعَها في الديب فريزر
كنت أحبُّ‮ ‬هذه اللحظاتِ،
وهْي
تهيّئ هذه اللحوم طازجةً‮ ‬ومستعدّةً‮ ‬للطهو في حال زيارةٍ‮ ‬مفاجئةٍ‮
‬أو ضيوفٍ‮ ‬طارئين،‮ ‬وهْي تفصلُ‮ ‬المعدةَ‮ ‬عن الأمعاءِ‮ ‬وتُزيلُ‮
‬الدّمَ‮ ‬الأحمرَ‮ ‬القاني المتجلّط وسْط اللحمِ،‮ ‬وهي تنتفُ‮ ‬الرّيشَ‮
‬بالماء المغليِّ‮ ‬وتفتحُ‮ ‬بالسكِّين عند الصَّدر،‮ ‬وهي تفصل‮ ‬غرفَ‮
‬القلبِ‮ ‬وتغسلُه بالماء النَّظيفِ،‮ ‬لا يمكنُ‮ ‬لامرأةٍ‮ ‬ما أن تكون
محترفةً‮ ‬مثل أمّي في تنظيفِ‮ ‬الطّيورِ‮ ‬المذبوحةِ،‮ ‬كنت أجلسُ‮
‬منبهرًا كأنَّني أتفرَّجُ‮ ‬علي ساحرةٍ‮ ‬تريني ما لم أره من قبلُ،‮
‬أنظرُ‮ ‬إلي أصابعها السَّريعةِ‮ ‬المدربَّةِ‮ ‬وأتخيّلُ‮ ‬كم كان هذا
الدّيكُ‮ ‬جميلاً‮ ‬وهو يطاردُ‮ ‬دجاجاتِه منذ قليلٍ،‮ ‬كم كان ريشُه
يلمعُ‮ ‬تحت الشَّمسِ‮ ‬وهْو يعدو خلفهنَّ‮ ‬متباهيًا بذكورتِه،‮ ‬لذا لا
تخافي،‮ ‬اطمئنِّي تمامًا،‮ ‬حركةُ‮ ‬الخنجرِ‮ ‬لن تشعرَكِ‮ ‬بشيء،‮
‬اللَّهمّ‮ ‬بسحْبةٍ‮ ‬خفيفةٍ‮ ‬لروحكِ،‮ ‬كما لو أنَّ‮ ‬عصا الكمانِ‮
‬التي طالما أحببناها في موسيقي‮ "‬الأب الروحي‮" ‬قد مرَّت سريعةً‮
‬وخاطفةً‮ ‬علي بطنكِ‮ ‬العاري‮.‬

III

قطرةُ‮ ‬ماءٍ‮
‬واحدة،‮ ‬وسأجعلكِ‮ ‬تُصابينَ‮ ‬بالجنونِ،‮ ‬التّعذيبُ‮ ‬والتّنكيلُ‮
‬شيءٌ‮ ‬سهلٌ،‮ ‬لا يحتاجُ‮ ‬إلي خبراتٍ‮ ‬أو كتبٍ‮ ‬لنتعلّمَه،‮ ‬في
مكانكِ‮ ‬هذا،‮ ‬وعلي مقعدكِ‮ ‬الجميلِ‮ ‬الملتذِّ‮ ‬الآن بسخونةِ‮
‬ردفيكِ‮ ‬الدَّافئين،‮ ‬سأجعلكِ‮ ‬تعرفين معني العتمةِ،‮ ‬معني البرودةِ،‮
‬معني أن تكوني وحيدةً‮ ‬تمامًا،‮ ‬عاريةً‮ ‬تمامًا،‮ ‬ومسلوخةً‮
‬تمامًا،‮ ‬هنا،‮ ‬في هذا المستطيلِ‮ ‬الصَّغيرِ‮ ‬سأجعلكِ‮ ‬تعرفين قدْرَ‮
‬نفسكِ،‮ ‬لن أفعلَ‮ ‬فعلَ‮ ‬الأغبياء وأبدأَ‮ ‬في خلعِ‮ ‬أظافركِ‮
‬الجميلةِ‮ ‬المنمَّقةِ‮ ‬المبريّةِ‮ ‬جيّدًا واحدًا تلو الآخر،‮ ‬هذا
فعلُ‮ ‬الضُّعفاء،‮ ‬ثمَّة ما يمكن فعله والاحتفاظُ‮ ‬بجثَّتكِ‮ ‬سليمة،‮
‬سأحتاجُها فيما بعدُ،‮ ‬حين أحملكِ‮ ‬عاليًا وأرميكِ‮ ‬من النَّافذة علي
رؤوس المتجمهرين تحت نافذتي يطالبون برأسِك،‮ ‬فهم أولي منِّي بلحمكِ،
‮ ‬نهمُهُم لن يشبعَ‮ ‬إلا بالتهامكِ‮ ‬قطعةً‮ ‬قطعةً،‮ ‬كما فعلوا بـ"جان باتيست‮ ‬غرنوي‮"‬
لست مخمورًا
أنا صاحٍ‮ ‬تمامًا
تظنَّين أنَّني بدأت أدوخُ‮ ‬من فعل زجاجتين حقيرتين من النَّبيذ الأحمر؟
هااا؟‮!‬
لا،‮ ‬اطمئنّي
شربتُهما نكايةً‮ ‬في دمكِ
يا‮ "‬محبَّةُ‮".‬


يقالُ‮
‬إنَّ‮ ‬الرَّجال يفضِّلون النَّبيذَ‮ ‬الأحمر القاني،‮ ‬فيما تفضلُّ‮
‬النِّساء النَّبيذ الأبيض،‮ ‬طبعًا ثمَّة استثناءات في الأمر،‮ ‬لكن هذا
ما يُقالُ،‮ ‬طيِّب أخبريني أنتِ‮: ‬لماذا؟‮! ‬شغَّلي مخِّك،‮ ‬برافو‮!‬،‮
‬شاطرة‮!!‬،‮ ‬ما قلتهِ‮ ‬صحيح تمامًا،‮ ‬الرِّجل يري في النَّبيذ الأحمر
دمَ‮ ‬بكارة أنثاه،‮ ‬فيما تري المرأة في نبيذها الأبيض مَنيَّ‮ ‬رجلها،‮
‬طبعًا من الغباء أن نبسِّط الأمور علي هذا النَّحو السَّاذج،‮ ‬لكنَّه علي
كلّ‮ ‬حال ليس بعيدًا عن الحقيقة،‮ ‬ها نحن نعودُ‮ ‬من جديدٍ‮ ‬إلي
الثنائيّة الغبيَّةِ‮ ‬التي تحكمُ‮ ‬عالمَنا الحقيرَ،‮ ‬ذكرٌ‮ ‬ومؤنَّثٌ،‮
‬مؤنَّثٌ‮ ‬وذكرٌ،‮ ‬يبدو أنَّنا مجبلون علي التَّخريفِ‮ ‬وتحويلِ‮ ‬كلّ‮
‬شيء لدينا إلي جنس
هه؟
ماذا؟
نبيذٌ؟‮!‬
آها،‮ ‬ولِمَ‮ ‬لا
سأعتبرها أمنيتَك الأخيرةَ
أحمرُ‮...‬
‮... ‬أم أبيضُ؟


IV

كأسك يا‮ "‬محبَّة‮"‬
في صحَّتكِ‮ ‬وصحَّةِ‮ ‬روحكِ
أتفه
شيءٍ‮ ‬فينا هو الرُّوح،‮ ‬وأصلبُها أيضًا،‮ ‬أتعجَّبُ‮ ‬أصلاً‮ ‬من هذا
الشيء‮ ‬غير المحسوسِ‮ ‬فينا،‮ ‬لو كنتِ‮ ‬فهمتِ‮ ‬روحي،‮ ‬لو كنتِ‮ ‬فقط
حاولتِ،‮ ‬ما كنَّا الآن نجلسُ‮ ‬جلستَنا الحقيرةَ‮ ‬هذه،‮ ‬أنا أقفُ‮
‬أمام طاولةٍ‮ ‬مفروشةٍ‮ ‬بالمقصَّات وأمواسِ‮ ‬الحلاقةِ‮ ‬والسَّكاكين ذات
الشَّفراتِ‮ ‬الحادَّةِ‮ ‬والملاقطِ‮ ‬والدَّبابيسِ،‮ ‬وأنتِ‮ ‬تجلسين
مقيّدةَ‮ ‬الذَّراعين والقدمين علي مقعدٍ‮ ‬مثبَّت في هذه الغرفة المعْتمةِ

في
الحقيقة أنا لستُ‮ ‬نادمًا علي السِّنين التي ضيَّعتُها معكِ‮ ‬يا‮
"‬محبَّة‮"‬،‮ ‬أنا فقط حزينٌ‮ ‬علي نفسي،‮ ‬حزينٌ‮ ‬علي روحي التي
تجعَّدتْ‮ ‬تمامًا وصارتْ‮ ‬لا تصلحُ‮ ‬لشيء،‮ ‬أفسدتِ‮ ‬كلّ‮ ‬شيء
بغبائكِ،‮ ‬لم تحاولي قطُّ‮ ‬أن تمدِّي رأسَكِ‮ ‬المغرورَ‮ ‬خارج شرنقةِ‮
‬ذاتكِ‮ ‬كي تطالعي العالمَ‮ ‬من الخارج،‮ ‬الأنانيّةُ‮ ‬موهبةٌ‮ ‬لا
يملكها الكثيرون،‮ ‬وأنتِ‮ ‬محترفةُ‮ ‬أنانيّةٍ،‮ ‬كنتُ‮ ‬أجلسُ‮
‬بالسَّاعات تحت قدميكِ‮ ‬كي أسترضيكِ‮ ‬وأحاولَ‮ ‬تفهّمكِ،‮ ‬وأنتِ‮ ‬كما
أنتِ،‮ ‬رأسُكِ‮ ‬حجر،‮ ‬الغباءُ‮ ‬أيضا موهبةٌ،‮ ‬كان صديقٌ‮ ‬لي يقول‮
"‬الغبيّ‮ ‬ظالم‮"‬،‮ ‬وأنتِ‮ ‬ظلمتني يا‮ "‬محبَّة‮"‬،‮ ‬لذا لا تغضبي حين
أصطادُ‮ ‬روحكِ‮ ‬بصنَّارة كآبتي وخيبتي فيكِ،‮ ‬وأرفعُها عاليًا كما لو
كانت طفلتي الأخيرةَ،‮ ‬ثم أتركها تسقطُ‮ ‬في ماء الذِّكري،‮ ‬وأنا فاقدٌ‮
‬لأيّ‮ ‬أمل في اصطيادِ‮ ‬ولو سمكةٍ‮ ‬صغيرةٍ‮ ‬ترسمُ‮ ‬ابتسامةً‮
‬ملتذَّةً‮ ‬علي وجهي‮.‬

V

الجسدُ‮...‬
تعالي نبدأ من الجسدِ‮...‬
فالرُّوح أمرُها صعبٌ‮ ‬ومعقّدٌ،
الجسدُ‮ ‬أسهلُ
قطعانُ‮ ‬الخرافِ‮ ‬المهرولةِ‮ ‬خوفًا من سِكِّينةِ‮ ‬الذِّبحِ
خوفًا من ماكينةِ‮ ‬جزِّ‮ ‬الصُّوف المشهَرةِ‮ ‬في أيدي الغرباءِ‮ ‬وتركِها ببشرةٍ‮ ‬مكشوفةٍ‮ ‬في ليالي الشِّتاء الباردةِ
هذا
الجسد الذي أحمله أينما سرتُ،‮ ‬أو قولي الجسدُ‮ ‬الذي يحملني،‮ ‬ما عدتُ‮
‬أعرف أيًّا يحملُ‮ ‬الآخرَ‮ ‬أصلاً،‮ ‬أبدو أمامكِ‮ ‬الآن كأنَّني من
يسوقُه،‮ ‬مثل راعٍ‮ ‬فقيرٍ‮ ‬في الصَّحراءِ‮ ‬يهشُّ‮ ‬بعصاه علي عنزةٍ‮
‬واحدةٍ،‮ ‬وعصاه طويلةٌ‮ ‬كأنَّه يمنِّي نفسه بعنزاتٍ‮ ‬أخرياتٍ
تعالي نبدأ من الجسدِ،‮ ‬جسدِكِ‮ ‬أو جسدي
الأمرُ‮ ‬سيِّان،‮ ‬جسدانا الآن يشبهان عملةَ‮ ‬نقدٍ‮ ‬ترفُّ‮ ‬علي جنبِها
دون أن تسقطَ
وتنحازَ‮ ‬إلي ملكٍ‮ ‬أو كتابةٍ

جسدانا
بكلِّ‮ ‬ما فيهما من قرفٍ
وعصاراتٍ
وأنزيماتٍ
ودمٍ
وتقيُّحٍ
ودماملَ
وبثورٍ
وشعيراتٍ‮ ‬قابلةٍ‮ ‬للنَّتفِ
وأخري تستعصي علي النَّتف
بروائحه وإفرازاته ودموعه وعرقِه ودهونِه وشحومِه
شيءٌ‮
‬مقرف فعلاً‮ ‬أن أتحدَّث الآن أمامكِ‮ ‬عن جسدينا بهذا الشكل،‮
‬ههههههه،‮ ‬لا بأسَ،‮ ‬ستتعوَّدين علي كلامي الغبيِّ،‮ ‬ياما تعوّدتُ‮
‬عليكِ‮ ‬وعلي أفكاركِ‮ ‬الغريبةِ،‮ ‬ثمَّ‮ ‬من قال إنِّني بهذه الطَّريقة
في الحديثِ‮ ‬أحطُّ‮ ‬من قيمة الجسدِ،‮ ‬أبدًا،‮ ‬أحبُّ‮ ‬جسدَكِ‮ ‬كما
أحبُّ‮ ‬جسدي،‮ ‬ألم يكن جسدُكِ‮ ‬هو البوَّابة الأولي لي كي ألجَ‮ ‬إلي
روحِكِ،‮ ‬تصوَّري مثلاً‮ ‬لو أنَّكِ‮ ‬كنتِ‮ ‬قبيحةً‮ ‬ودميمةً‮
‬ومنفوخةَ‮ ‬الأنف وتتمايلين كإوزّة حين تسيرين،‮ ‬هل كنتُ‮ ‬سأحبُّكِ؟
طبعًا لا،‮ ‬المسألةُ‮ ‬ليست بهذه البساطةِ،‮ ‬تحتاج عيونُنا أيضًا إلي
الجمالِ‮ ‬كي تسكرَ،‮ ‬بعدها يسكرُ‮ ‬القلبُ،‮ ‬ثم تسكرُ‮ ‬العواطفُ،‮
‬أرأيتِ‮ ‬كم جميلةُ‮ ‬كلمةُ‮ "‬العواطفِ‮" ‬هذه،‮ ‬كلمةٌ‮ ‬من أفلام
السَّتينيّات لكنَّها جميلةٌ‮ ‬ونحن نقولها اليوم فنشعر بغباء
النوستالجيا،‮ ‬ثم من قال إنَّ‮ ‬حديثي هذا يضايقُ‮ ‬أحدًا؟

قلت لكِ
الجسدُ‮ ‬بوَّابتنا الأولي
بابُ‮ ‬الخطيئة
وأبوابُ‮ ‬مغفرةٍ‮ ‬مؤجلةٍ
أمرُه أسهلُ‮ ‬من الرُّوح بكثير
وإلا لماذا كلَّما وقعتُ‮ ‬تحت قدميكِ‮ ‬كما أنا الآن
تألمَّتْ‮ ‬روحي
واكتفي جسدي بنوَّارٍ‮ ‬أحمرَ
اسمه الدَّم؟‮!‬

VI

الدّم‮...‬
أجملُ‮
‬كلمةٍ‮ ‬في اللّغةِ،‮ ‬أرأيتِ،‮ ‬كلمةٌ‮ ‬من حرفين فقط،‮ ‬وتفعل فينا
كلَّ‮ ‬هذا التَّأثير،‮ ‬ليس‮ ‬غريبًا إذن أن يكونَ‮ ‬اسمي الصَّغير
محتويًا علي الحرفين ذاتِهما،‮ ‬أستطيعُ‮ ‬أن أشكِّلَ‮ ‬عددًا كبيرًا من
الكلمات من حروف اسمي الأربعةِ‮: ‬دعمٌ،‮ ‬دامٍ،‮ ‬مادَ،‮ ‬آدمُ،‮ ‬دمعٌ،‮
‬أمدٌ،‮ ‬عمدٌ،‮ ‬دع،‮ ‬عادَ،‮ ‬دمٌ،‮ ‬عدمٌ‮..‬
جميلةٌ‮ ‬كلمةُ‮ "‬عدم‮" ‬هذه؟‮!‬
ناهيكِ‮
‬عن الاشتقاقاتِ‮ ‬التي لا تُحصي من هذه الكلماتِ،‮ ‬لكنْ‮... ‬مهلاً،‮
‬لا نريدُ‮ ‬أن نذهبَ‮ ‬بعيدًا،‮ ‬لنركِّز في الدَّمِ،‮ ‬قلتُ‮ ‬من قبلُ‮
"‬اغمضي عينيكِ‮ ‬كي لا تجرحكِ‮ ‬نظرتي وهْي تخربشُ‮ ‬سريانَ‮ ‬الدِّم
السَّاخنِ‮ ‬في وريدكِ‮"‬
الليلةَ
لا أريدُكِ‮ ‬أن تغمضي عينيكِ،‮
‬افتحيهما تمامًا،‮ ‬أريدُ‮ ‬لكلِّ‮ ‬نظرةٍ‮ ‬من عينيَّ‮ ‬أن تخربشَ‮
‬سريانَ‮ ‬الدَّمِ‮ ‬وهو يجري دافئًا في وريدِك،‮ ‬بل في أوردتِك،‮ ‬كوني
علي يقينٍ‮ ‬تامٍ‮ ‬بأنَّني الليلةَ‮ ‬سأجمِّد الدم في عروقك،‮ ‬ببطءٍ،‮
‬ورويّةٍ،‮ ‬وهدوءٍ،‮ ‬ليس ورائي شيء،‮ ‬أنا فاضي،‮ ‬متفرِّغ‮ ‬تمامًا لأجل
حفلِنا الليلةَ

بالمناسبةِ؛ قرأتُ‮ ‬اليومَ‮ ‬عن عشيقٍ‮ ‬صيني
قتلَ‮ ‬عشيقتَه واحتفظَ‮ ‬بجثَّتها في الدِّيب فريزر،‮ ‬ثم أكلَها قطعةً‮
‬قطعةً،‮ ‬عضوًا عضوًا،‮ ‬طبخَها كما لو كانتْ‮ ‬أرنبًا اشتراه من السّوبر
ماركت أو اصطادَه من حديقة جاره الخلفيّةِ،‮ ‬أليس هذا دليلاً‮ ‬قاطعًا علي
محبَّته لها،‮ ‬هل سمعتِ‮ ‬يومًا عن محبٍّ‮ ‬بهذا التَّفاني في حبِّه،‮
‬هذا التوحُّدِ‮ ‬والتَّماهي مع حبيبتِه،‮ ‬طبعًا ستقولين لي إنَّ‮
"‬الصِّينين يأكلون القرودَ،‮ ‬فما بالكِ‮ ‬باللحم البشريِّ‮!"‬،‮
‬لعلمكِ‮: ‬اللحمُ‮ ‬البشريُّ‮ ‬صعبٌ‮ ‬جدًّا أنْ‮ ‬يؤكلَ،‮ ‬يععععع،‮
‬أعتقدُ‮ ‬أنه مرٌّ،‮ ‬زنخٌ،‮ ‬مقرفٌ،‮ ‬لزجٌ،‮ ‬وفوق هذا،‮ ‬سيكون مثل
اللحمِ‮ ‬الجمليِّ‮ ‬حين يُطبخُ،‮ ‬اخيييييه،‮ ‬لطالما كرهتُ‮ ‬مشاهدةَ‮
‬Anthony Hopkins وهو يأكلُ‮ ‬من رأسَ‮ ‬Ray Liotta في‮ "‬هانيبال‮"‬،‮
‬إذا كنتِ‮ ‬لا تصدِّقينني نستطيعُ‮ ‬أن نجرِّب،‮ ‬عندي ملحٌ‮ ‬وتوابلُ‮
‬مجلوبةٌ‮ ‬من الهند والقاهرة وحلب،‮ ‬أمِّي بنفسها أعدّتْ‮ ‬لي خلطةً‮
‬سحريةً‮ ‬من توابلِها السنةَ‮ ‬الماضيةَ،‮ ‬سأدوسُ‮ ‬علي معدتي بالجزمةِ‮
‬وأقومُ‮ ‬لأشعل النَّار
وحتي أعودَ
قرِّري أيّ‮ ‬عضوٍ‮ ‬ستهدينني إيَّاه
كي يكونَ‮ ‬عشائي الليلةَ‮.‬
VII

هل تضايقكِ‮ ‬الموسيقي؟
هل أشغِّلُ‮ ‬لك‮ "‬كارمينا بورانا"؟
أم نجلسُ‮ ‬هكذا في العتمة والسُّكوتِ
بصراحةٍ؛ لم أعدْ‮ ‬أطيقُ‮ ‬لا العتمةَ‮ ‬ولا السُّكوتَ‮ ‬ولا الكلامَ‮ ‬ولا الصَّمتَ‮ ‬ولا التَّحديقَ‮ ‬في الفراغِ
تعبتُ‮ ‬من الكلامِ‮ ‬والصَّمتِ‮ ‬والتَّحديقِ‮ ‬في الفراغِ
تعبتُ‮ ‬منكِ‮ ‬ومن نظرتكِ‮ ‬المحدِّقةِ‮ ‬فيَّ‮ ‬هكذا
تشربينَ‮ ‬شيئًا؟‮!‬
عندي
ويسكي وفودكا ونبيذٌ‮ ‬أحمرُ‮ ‬ونبيذٌ‮ ‬أبيضُ‮ ‬وشمبانيا وبيرةٌ‮ ‬من
خمسةُ‮ ‬أصنافٍ‮ ‬مختلفةٍ‮ ‬وبكاردي،‮ ‬عندي أيضًا شايٌ‮ ‬وينسون وبنٌّ‮
‬مصريٌّ‮ ‬محوَّجٌ‮ ‬ونعناعٌ‮ ‬طازجٌ‮ ‬اشتريته اليوم من السوقِ،‮ ‬تريدين
عصائرَ،‮ ‬افتحي الثَّلاجةَ‮ ‬وخذي ما تشائين،‮ ‬لا أحرمُكِ‮ ‬من شيء يا‮
"‬محبَّة‮"‬،‮ ‬السنواتُ‮ ‬التي مرَّتْ‮ ‬علينا سويًا تجعلُني أحبّكِ‮ ‬رغم
كلِّ‮ ‬شيء‮... ‬في النِّهاية هي عِشْرةُ‮ ‬عمر،‮ ‬عَيشٌ‮ ‬وملحٌ‮
‬ونبيذٌ‮ ‬وجبنٌ‮ ‬وخبزٌ‮ ‬وقيءٌ‮ ‬ودمٌ‮ ‬ومَنيٌّ‮ ‬وشهدُ‮ ‬فرجِكِ،‮
‬شيءٌ‮ ‬صعبٌ‮ ‬أن نمحوَ‮ ‬كلّ‮ ‬هذا بجرَّة قلمٍ،‮ ‬ونقولَ‮ ‬الآن إنَّنا
نتبادلُ‮ ‬الكراهيةَ،‮ ‬هل تكرهينَنِي،‮ ‬صعبٌ‮ ‬أن تقولي هذا،‮ ‬صحْ؟‮!‬

أنا أيضًا لا أكرهُكِ
الكراهيةُ‮
‬موهبةٌ‮ ‬لا يملكها الكثيرون،‮ ‬مثلها مثل الأنانيّةِ،‮ ‬فكرتُ‮ ‬يومًا
أن أكتبَ‮ ‬شيئًا عما نحن فيه الآن،‮ ‬لكنْ‮ ‬تصوَّري لو فعلتُ،‮ ‬ماذا
سيظنّون بنا‮..‬؟‮!‬
ربما يفكرون أنَّني أشهِّرُ‮ ‬بكِ،‮ ‬أو أنَّني
قررتُ‮ ‬أنْ‮ ‬أفضحكِ،‮ ‬أعوذ بالله،‮ ‬أفضحُكِ؟،‮ ‬أنتِ؟‮!‬،‮ ‬أوووووف،‮
‬النَّاس أصبحتْ‮ ‬بشعةً‮ ‬في زماننا هذا يا‮ "‬محبَّة‮"‬،‮ ‬الواحدُ‮ ‬من
هؤلاء يسمحُ‮ ‬لنفسه بكلِّ‮ ‬شيء ويحرمُ‮ ‬الآخرين من كلِّ‮ ‬شيء،‮
‬تصوَّري أن أكتبَ‮ ‬عنكِ‮ ‬نصًا قبيحًا وركيكًا ولا علاقةَ‮ ‬له بالشِّعر
لا من قريبٍ‮ ‬ولا من بعيدٍ،‮ ‬بعنوان‮ "‬ستَّة أقدام تحت الأرض‮"‬،‮
‬أستغفرُ‮ ‬الله‮!‬،‮ ‬ماذا سيقولون عنِّي؟؛ لم يحفظِ‮ ‬الجميلَ،‮ ‬دنيءٌ،‮
‬حيوانٌ،‮ ‬حقيرٌ،‮ ‬واطي،‮ ‬سيقولون كل هذا،‮ ‬صدِّقيني،‮ ‬لذا تراجعتُ‮
‬تمامًا عن فكرةِ‮ ‬الكتابةِ‮.‬
الكتابة إفسادٌ‮ ‬دائمٌ‮ ‬للأشياءِ،‮ ‬فضَّلت أنْ‮ ‬نبقي هكذا،‮ ‬دون نصٍ‮ ‬يفضحُنا
أو ينشرُ‮ ‬غسيلَنا الوسخَ‮ ‬أمام النَّاسِ‮.‬

VIII

إذا
كنتِ‮ ‬تعبتِ‮ ‬من الجلوسِ‮ ‬كلَّ‮ ‬هذا الوقتِ‮ ‬فوقَ‮ ‬مقعدكِ،‮ ‬تعالي
هنا،‮ ‬بجواري،‮ ‬فقط حرِّكي قدميكِ‮ ‬وسينفكُّ‮ ‬الحبلُ،‮ ‬لا أستطيعُ‮
‬أصلاً‮ ‬أن أقيِّدَكِ‮ ‬يا عبيطة،‮ ‬نعم،‮ ‬هكذا،‮ ‬اقتربي،‮ ‬تمدَّدي
ونامي علي صدري،‮ ‬أحبُّ‮ ‬أن ألعبَ‮ ‬في شعركِ‮ ‬الأسودِ‮ ‬الجميلِ‮
‬مثلما كنتُ‮ ‬أفعل قديمًا،‮ ‬تعرفين هذه الحركةَ،‮ ‬تجعلني أغمضُ‮
‬عينيَّ‮ ‬وأنا أتنشَّق عبيرَ‮ ‬لحمكِ‮ ‬طازجًا وبريئًا من أيّ‮ ‬عطرٍ‮.
‬العطورُ‮ ‬كارثةُ‮ ‬الجنسِ‮ ‬البشريِّ،‮ ‬كلُّ‮ ‬امرأة تظنُّ‮ ‬أنّها
بالعطرِ‮ ‬تستطيعُ‮ ‬سحبَ‮ ‬الرَّجلِ‮ ‬إلي السَّريرِ،‮ ‬واسألي‮ "‬جان
باتيست‮ ‬غرنوي‮"‬،‮ ‬لكن هذا لا يمنعُ‮ ‬أنَّني أحبُّ‮ ‬عطرَكِ،‮ ‬أقصدُ‮
‬عطورَكِ،‮ ‬أقصدُ‮ ‬تحديدًا روائحَكِ،‮ ‬فرائحتُكِ‮ ‬هي بالأحري معجمُ‮
‬روائحَ

هنا مثلاً
أشمُّ‮ ‬رائحة شجرٍ‮ ‬غريبٍ‮ ‬يسكنُ‮ ‬بداخلي مذ كنتُ‮ ‬هرًّا صغيرًا
وهنا،‮ ‬فوق الحلمةِ‮ ‬اليمني،‮ ‬أشمُّ‮ ‬بكائي وأنا طفلٌ‮ ‬علي صدرِ‮ ‬أمّي
وهنا،‮ ‬فوق الحلمةِ‮ ‬اليسري،‮ ‬أشمُّ‮ ‬شهوتي فيكِ
وهنا،‮ ‬في الخطِّ‮ ‬الفاصلِ‮ ‬بين نهديكِ،‮ ‬أشمُّ‮ ‬بكائي،‮ ‬وهواني علي النَّاس
وهنا،‮ ‬علي كتفكِ‮ ‬اليمني،‮ ‬أشمُّ‮ ‬إغفاءتي علي كتفِ‮ ‬أبي وهْو عائدٌ‮ ‬في الليل يجرُّنا إلي أسرَّتنا
وهنا،‮ ‬تحت إذنكِ‮ ‬اليمني،‮ ‬أشمُّ‮ ‬إنصاتكِ‮ ‬لي،‮ ‬وتلصُّصكِ‮ ‬عليَّ
تحت قبَّتي نهديكِ‮ ‬لا أشمُّ‮ ‬شيئًا
لكنَّني أري قلبَكِ‮ ‬شفَّافًا يضخُّ‮ ‬الدّمَ‮ ‬الأحمرَ‮ ‬ويوزِّعُه بالعدلِ‮ ‬علي شرايينِك
وهناك،‮ ‬فوق السُّرَّةِ‮ ‬الملفوفةِ‮ ‬المدوَّرةِ‮ ‬الغائرةِ‮ ‬في اللحمِ
أشمُّ‮ ‬رائحةَ‮ ‬آدمَ‮ ‬وإيليا صغيرين يحبوان تحت قدميَّ
غريبٌ‮ ‬أن أشمَّ‮ ‬رائحةَ‮ ‬طفليَّ‮ ‬الصَّغيرين من بطنكِ‮ ‬يا‮ "‬محبَّة‮"‬
في
النَّهاية لا أنتِ‮ ‬أمّهما ولا أنت أمِّي،‮ ‬ثمَّ‮ ‬من قال إنَّكِ‮
‬تصلحينَ‮ ‬أصلاً‮ ‬أن تكوني أمًّا؟،‮ ‬هه؟‮!‬،‮ ‬قومي عنِّي،‮ ‬لا أريدكِ‮
‬بجواري،‮ ‬لا أريد شعرَكِ‮ ‬ولا كتفيكِ‮ ‬ولا نهديكِ‮ ‬ولا حلمتيكِ‮ ‬ولا
سرَّتكِ‮ ‬ولا بطنكِ‮ ‬ولا روائحَكِ
يكفي‮...‬
‮... ‬اختنقتُ‮.‬

IX

أفزعتُك؟‮!‬
منذ
متي وأنتِ‮ ‬تخافين،‮ ‬هل تخيفُكِ‮ ‬هذه الطاولةُ‮ ‬الصغيرةُ‮ ‬وما
عليها،‮ ‬ماذا يضيرُكِ‮ ‬أنْ‮ ‬أسلخَ‮ ‬جلدَكِ‮ ‬الآن أو أقطِّعكِ‮ ‬إلي
ألفَ‮ ‬قطعةٍ‮ ‬ثم أشويكِ‮ ‬وأرميكِ‮ ‬لكلاب الشَّوارعِ
ألستِ‮ ‬ميِّتةً؟
أنت ميِّتةٌ
ميم،‮ ‬ياء،‮ ‬تاء،‮ ‬تاء مربوطة
مـ يـِّ‮ ‬تـ ـة
هل صعبٌ‮ ‬عليكِ‮ ‬أن تفهمي الكلمةَ
شغِّلي مخَّك قليلاً
أو انظري إليَّ‮ ‬وستفهمين
الميِّت يشبهني كثيرًا،‮ ‬مثلي تمامًا،‮ ‬فاقدٌ‮ ‬لأي إحساس،‮ ‬حجرٌ
لا
ينطقُ‮ ‬ولا يري ولا يسمعُ‮ ‬ولا يشعرُ‮ ‬ولا يشمُّ‮ ‬ولا يتذوّقُ‮ ‬ولا
يضحكُ‮ ‬ولا يبكي ولا ينتحرُ‮ ‬ولا يأكلُ‮ ‬ولا يشربُ‮ ‬ولا يسهرُ‮ ‬ولا
يسكرُ‮ ‬ولا يكذبُ‮ ‬ولا يصْدُقُ‮ ‬ولا يصحو ولا ينامُ‮...‬

ناهيك
عن أنَّه يخلو من الحرارةِ،‮ ‬باردٌ‮ ‬مثلَ‮ ‬حطبةٍ،‮ ‬مثلَ‮ ‬قبرِكِ‮
‬هذا‮. ‬لا أفهمُ‮ ‬لماذا لا يُنشئون قبورًا تناسبُ‮ ‬الميِّتين أمثالَنا،‮
‬بذمَّتكِ‮ ‬ودينكِ،‮ ‬هل هذا القبر الموحش هو ما تستحقّينه بعد كلِّ‮
‬حياتِكِ‮ ‬الحافلةِ‮ ‬يا‮ "‬محبَّة‮"‬،‮ ‬كلُّ‮ ‬الذين كتبوا عنكِ‮
‬ونصَّبوك فوق عرشكِ‮ ‬العالي ماتوا ميتاتٍ‮ ‬أكرمَ‮ ‬من ميتتكِ‮ ‬هذه،‮
‬علي الأقل منهم من يرقدُ‮ ‬الآن في قبور خمس نجومٍ،‮ ‬مرفَّهين،‮ ‬تركوكِ‮
‬تسقطينَ‮ ‬هكذا عن عرشكِ‮ ‬المذهَّبِ،‮ ‬باعوكِ‮ ‬بأبخس ثمن وضحكوا
عليكِ،‮ ‬بصراحة أنتِ‮ ‬خُدعتِ،‮ ‬أعطوكِ‮ ‬خازوقًا،‮ ‬ويبدو أنّ‮ ‬القدرَ‮
‬لم يجدْ‮ ‬غيري كي يقتصَّ‮ ‬منهم فيكِ،‮ ‬أو يقتصَّ‮ ‬منكِ‮ ‬فيهم،‮ ‬أو
يقتصَّ‮ ‬منِّي،‮ ‬أنا التَّافهِ‮ ‬الواقفِ‮ ‬أمامكِ‮ ‬الآن
أهتزُّ‮ ‬مثل نبتةٍ‮ ‬في الرِّيح
كلَّما رفعتِ‮ ‬إليَّ‮ ‬عينين ناعستين
وأتضاءل مثل فأرٍ
إن أنزلت جفنين مندَّيين بالدَّمع‮.‬

X


تصوَّري
أن تكوني ميِّتةً‮ ‬فيما الآخرون يدوسون علي ترابٍ‮ ‬كان في القديمِ‮
‬أحدَ‮ ‬أعضائِك،‮ ‬كان عظمةً‮ ‬من عظامِك‮.. ‬لسانَكِ‮ ‬مثلاً،‮ ‬قلبَكِ،‮
‬شفتيكِ،‮ ‬نهديكِ،‮ ‬ساقَكِ‮ ‬أو بطنَكِ‮ ‬أو ظهرَكِ‮ ‬أو عانتَك،‮
‬أيَّ‮ ‬شيء منكِ،‮ ‬المهم أنَّهم يدوسون عليه بأحذيتِهم الوسخةِ‮ ‬أو
المدبَّبةِ‮ ‬أو المفلطحة أو العالية ذات الكعوبِ‮ ‬المسنونة،‮ ‬حياةٌ‮
‬رخيصةٌ‮ ‬وتافهةٌ‮ ‬وأحقرُ‮ ‬من وقفتي هذه أمامكِ،‮ ‬مذْ‮ ‬جئتُ‮ ‬إلي هنا
وأنا أفكّرُ‮ ‬أين سيدفنونني،‮ ‬هنا أم هناك،‮ ‬أين سيكون قبري؟،‮ ‬إن
دفنتُ‮ ‬هنا سأكون بعيدًا عن أمِّي،‮ ‬وإن دفنتُ‮ ‬هناك سأكون بعيدًا عن
طفليَّ،‮ ‬شيء بشعٌ‮ ‬أن يموتَ‮ ‬المرءُ‮ ‬وهو لا يعرفُ‮ ‬أين سيكونُ‮
‬مثواه الأخيرُ،‮ ‬هل سألوكِ‮ ‬حين دفنوكِ‮ ‬هنا؟ أرأيتِ،‮ ‬سفلةٌ،‮
‬أولادُ‮ ‬قحابٍ‮ ‬في الحقيقة،‮ ‬لو كانوا سألوكِ‮ ‬لربّما اخترتِ‮ ‬مكانًا
يليقُ‮ ‬بقبركِ‮ ‬الأخير أفضل من هذا
عن نفسي لم يسألني أحدٌ،‮ ‬وحتي لو سألني،‮ ‬ما كنتُ‮ ‬أعرفُ‮ ‬كيف سأجيبه
كنتُ‮ ‬أنامُ،‮ ‬وكلَّ‮ ‬ليلةٍ‮ ‬أقيسُ‮ ‬المسافةَ‮ ‬بين قبري وبيتِ‮ ‬أمّي،‮ ‬وكلَّ‮ ‬ليلة تكبرُ‮ ‬المسافة يا‮ "‬محبَّة‮"‬
أضعُ‮ ‬طرف المقياسِ‮ ‬بيدٍ‮ ‬مرتعشةٍ‮ ‬علي بابِ‮ ‬أمّي،‮ ‬وأشدُّه وأنا أسيرُ‮ ‬إلي بابِ‮ ‬قبري،‮ ‬وتكبرُ‮ ‬المسافة
في
الحقيقة،‮ ‬لا أعرف إذا كانتْ‮ ‬المسافةُ‮ ‬هي التي تكبرُ،‮ ‬أم أنَّني
أنا من يشيخُ،‮ ‬لذا تعبتُ‮ ‬من حسابِ‮ ‬المسافاتِ،‮ ‬أرحتُ‮ ‬دماغي
وقلتُ‮: ‬ليكنْ‮ ‬ما يكونُ،‮ ‬أليس هذا أفضل،‮ ‬لماذا نحيِّرُ‮ ‬أنفسَنا
بالموت ما دمنا أحياءَ؟

هاااا؟
مرهقة؟‮!‬
نامي،‮ ‬وهذه المرَّة،‮ ‬سأحاول أن أقيسَ‮ ‬المسافة بين قبري وسريرِك
أو سريري وقبرك
الأمر‮ - ‬كما قلت‮ - ‬سيَّان
تصبحين علي خير‮...‬
يا‮ "‬محبَّة‮".‬
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.daja2.yoo7.com
 
ستَّة أقدام تحت الأرض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف تكوّنت الأرض ؟
» الفيلم الوثائقي الفضائي الشيق - المذنبات وخطرها على الأرض - مدبلج للعربيه Rmvb - DVBRip - 145 MB بتحميل مباشر على أكثر من سيرفر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ضجه , موقع ضجه , ضجه , فيس بوك , تويتر , يوتيوب , افلام عربى , افلام اجنبى , اغانى  :: القسم العام [ General Section ] :: منتديات ضجه - القسم الادبى :: قسم النثر-
انتقل الى: